توفي فجر أول أمس الكاتب الروائي والفنان التشكيلي السوداني محمد حسين بهنس، الذي جاء خبر وفاته صدمة لمثقفي السودان وأصدقائه من المصريين، حيث مات متجمدًا من البرد على أحد أرصفة القاهرة، حيث كان يحيا ويعيش مشرداً. وكان الراحل قد جاء إلى القاهرة منذ أكثر من عامين، ليقيم معرضًا تشكيليًا فيها، ثم قرر بعدها الإقامة هناك، فعاش في البداية في منزل بمنطقة العتبة، ثم تدهورت أوضاعه المالية ووضعه النفسي، ولم يجد ما يعينه على الإقامة أو العيش، فاتخذ من ميدان التحرير سكنا له، وبالرغم من أن الكثيرين لم يتعرفوا عليه وهو حي خاصة في أيامه الأخيرة، بسبب تردي أوضاعه على جميع الأصعدة إلا أن العالم أجمع تعرف على الراحل بعد إعلان خبر وفاته متأثرا بموجة الصقيع التي ضربت القاهرة الأيام الماضية فقهرته ليرحل تاركا فراغا كبيرا في الأوساط المثقفة العربية. محمد حسين بهنس يعد شاعرا وروائيا وفنانا تشكيليا وعازف غيتار ومصور ومغني، تتباهى جدران قصر الإليزيه بفرنسا بفنه التشكيلي، بينما رفضت الدول العربية جميعا وبداية من موطنه الأم الاعتراف به كمبدع وكإنسان، خاصة بعدما عاد إلى السودان وأطلق الكثير من الفعاليات لمناهضة انفصال الجنوب، داعيا السودانيين إلى الوحدة ودعم مشروعه الذي يعد مشروع الأمة السودانية ككل، لكنه ضاع تماما كما ضاعت كل أحلامه.