تعرف معظم محطات التموين بالمازوت وكذا مستودعات غاز البوتان، هذه الأيام بشمال ولاية سطيف، ندرة حادة في المادة، سيما ما تعلق بمادة المازوت، الأمر الذي زرع مخاوف كبيرة بين المواطنين، خاصة ونحن في أوائل أيام فصل الشتاء، علما بأن هاتين المادتان هما الأساسيتان للتدفئة في معظم التجمعات السكنية بالمنطقة. أكد العديد من المواطنين الذين إلتيقيناهم على مستوى محطات البنزين بشمال الولاية، بأن مادة المازوت أضحت كابوسا حقيقيا، حيث يضطر بعض المواطنين إلى الانتظار لساعات متتالية من أجل الحصول على كمية محدودة، الامر الذي جعل المواطنين يتخوفون من تبعات القضية، علما بان معضم قرى ومشاتي المنطقة الشمالية تعتمد على هاته المادة من اجل التدفئة. وأكد المواطنون أن مادة غاز البوتان هي الاخرى تعرف شحا معتبرا الأمر الذي لم يجد له المواطن تفسيرا، خاصة بعد استفادة المنطقة من محطة تعبئة على مستوى دائرة بوقاعة، لكن الأزمة لا تزال متواصلة لأسباب مجهولة معربين عن استياءهم وتذمرهم الكبير من الوضعية، خاصة وان المنطقة قد عرفت قبل سنتين ازمة خانقة في التزود بالمادة، بعد ازمة ثلج صعبة دام فيها تراكم الثلج لقرابة الشهر، إذ شهدت بعض المشاتي عزلة تامة إذ لم تتمكن لا كاسحات الجيش الشعبي الوطني ولا غيرها من فك العزلة عن بعض البلديات كبلدية آيت تيزي التي عرفت حصارا لا مثيل له، حيث تم تزويد السكان بالمواد الغذائية عن طريق المروحيات. لذا يطالب السكان من الجهات الوصية بإلتفاتة جادة للمنطقة، وتلبية إحتياجات قاطنيها، من هذه المواد الضرورية كحل مستعجل، وبتغطية التجمعات السكنية بالغاز الطبيعي في القريب العاجل، من أجل وضع حد نهائي لأزمة البرد بالمنطقة. حظائر الدجاج أولى من المواطن يفضل تجار الغاز الذين ينشطون على مستوى القرى المعزولة بيع الغاز البوتان بين الناس والدجاج، من خلال اعطاء الأولوية لزبائنهم الدائمين من أصحاب المدجنات، وهو ما يثير سخط السكان الذين يستنكرون هذه التصرفات ويطالبون من محطة التعبئة المتواجدة بمدينة بوقاعة مقاطعة هؤلاء التجار، وضرورة تنظيم عملية منح هؤلاء التجار هذه المادة التي باتت توجه كميات معتبرة منها إلى غير محلها، بسبب الطرق الملتوية التي يعمد إليها تجار التجزئة الذي رهنوا سبل تحقيق أهداف المصالح المعنية في القضاء على ازمة ندرة المادة خاصة في أوقات الذروة، خاصة وأن مصالح سونلغاز كانت معولة على المحطة المذكورة للقضاء على الأزمة في أزيد من 20 بلدية في المنطقة الشمالية لكن الهدف لم يتحقق في ضل التصرفات المذكورة. الحطب بدلا من الطوابير دفعت العزلة القاتلة وضجيج الطوابير بالعديد من سكان القرى والمناطق الجبلية إلى اللجوء للاحتطاب كما اعتاد عليه اجدادهم في وقت مضى، والذين اعتمدوا آنفا على أنفسهم لمواجهة مستجدات الحياة اليومية وقساوة الطبيعة، ونجد هذه الظاهرة منتشرة بكثرة في أقصى الشمال على غرار قرى بلدية بوسلام، أيث نوال أومزادة وأيت تيزي، حيث يعمد السكان إلى جمع خشب أشجار الزان والبلوط والدردار والزيتون، من الغابات في نهاية فصل الصيف وتخزينه في أماكن خاصة ليتم استخدامها للتدفئة في فصل الشتاء، وهذا بدلا من التنقل لعشرات الكليموترات للظفر بقارورة غاز التي تتحول حينها إلى حلم يصعب تحقيقه.