أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية، عبد الوهاب نوري، أول أمس، بالجزائر العاصمة، أن الإنتاج الوطني من حليب الأكياس المبستر ”متوفر بشكل كبير”، داعيا المحولين إلى التحلي ب”النزاهة” في استعمال مسحوق الحليب المدعم من الدولة، مؤكدا أنه لازيادة في سعر الحليب حتى بعد الشروع في بيعه في علب ورقية. وأوضح الوزير خلال زيارة لمقر ومستودع الديوان الوطني المهني للحليب ”إنني أطمئن المستهلكين بأن الإنتاج من الحليب متوفر بشكل كبير وأغتنم هذه الفرصة لأدعو المنتجين إلى التحلي بالنزاهة في استعمال مسحوق الحليب المدعم”. وأشار نوري إلى أن السلطات العمومية ”التزمت بضمان التموين بالمادة الأولية إلا أنه ينبغي على المحولين استعمالها لإنتاج الحليب فقط”. وفضلا عن ارتفاع سعر المادة الأولية، أشار وزير القطاع كذلك إلى احتمال تحويل مسحوق الحليب من قبل بعض المحولين الذين يكونون قد استعملوا هذا المنتوج المدعم من الدولة من أجل إنتاج مشتقات الحليب. وحذّر في هذا الخصوص من أنه ”حتى وإن كان هناك عديد المنتجين الجديين، إلا أن البعض يصرون على مواصلة هذه الممارسات وسيتم اتخاذ اجراءات ضدهم”. وتعرف عملية توزيع هذا المنتوج واسع الاستهلاك منذ أسابيع بعض الاضطراب الذي يرجعه مهنيو فرع الحليب لعدة عوامل، من بينها ارتفاع أسعار مسحوق الحليب في السوق الدولية والاختلالات في شبكة التوزيع. وفي هذا السياق، أكد الوزير أن هذا الاضطراب يعني ولاية الجزائر فقط، مضيفا ”إننا لم نسجل في الولايات الأخرى أي اضطراب في إنتاج أو توزيع هذا المادة”، كما اعتبر أن ”التنسيق بين الديوان الوطني المهني للحليب ومصانع الحليب سيسمح بتسوية هذا المشكل بشكل سريع”. وقامت وزارة التجارة يوم الأربعاء الأخير بفتح تحقيق من أجل تحديد ”الأسباب الحقيقية” وراء الاضطراب في توزيع حليب الأكياس. ويقدر المخزون الحالي من مسحوق الحليب بأكثر من 114000 طن ،علاوة على وصول كميات أخرى تدريجيا من أجل الاستجابة لاحتياجات السوق الوطنية. وتشير الأرقام التي قدمها نوري إلى أن الجزائر تنتج حاليا حوالي 3.5 مليار لتر من الحليب الطازج سنويا، وتستورد ما يعادل 1.5 الى 2 مليار لتر، أما الاستهلاك فيقدر بأكثر من 5 ملايير لتر سنويا. وعن سؤال حول تصريح الوزير الأول بخصوص استبدال الكيس البلاستيكي المستعمل حاليا للحليب بعلبة، أكد الوزير أنه يجب أولا اقتناء التجهيزات الخاصة بإنتاج هذه العلب، مضيفا أن الدولة عليها أن تتكفل بالكلفة الزائدة التي ستنتج عن استعمال هذه العلب الجديدة. من جانب آخر، زار نوري المصنع العمومي للحليب فرع مجمع جيبلي ببئر خادم حيث أبدى عدم ارتياحه لغياب النظافة في وحدة الإنتاج هذه. وينتج هذا المصنع الواقع في الوسط الحضري ما بين 700 و800 مليون لتر ما يعادل من الحليب كل أنواع المنتوجات من بينها 550 مليون لتر من الحليب المبستر الموظب في الأكياس أي 60 % من احتياجات العاصمة.