تواصلت، سهرة أمس أول، عروض الطبعة الثانية لأيام الفيلم الأوروبي بالعاصمة، حيث كانت السهرة مع عرض الفيلم الطويل الموسوم ب”لوهافر”، للمخرج الفلنلدي آكي كوريسماكي وهو كوميديا اجتماعية يتطرق إلى موضوع التضامن مع المهاجرين غير الشرعيين في فرنسا. ويروي العمل الذي أنتج سنة 2011، وعبر مدة زمينة فاقت الساعة والنصف، قصة مارسيل ماركس، الدور الذي جسده الممثل الفرنسي أندريه ويلمز، كاتب تحول إلى ماسح أحذية يعيش البؤس مع زوجته الأجنبية أرتلي التي أدت دورها كاتي أوتينن، بمدينة لوهافر البحرية في الشمال، ليزداد بؤسه اثر مرض زوجته ووصول ادريسا شاب كونغولي دون وثائق يتولى إيواءه. ويركز هذا الفيلم الذي عرض بقاعة محمد زينات برياض الفتح، بالعاصمة، على القيم الإنسانية لهذا الأديب الذي أصبح ماسح أحذية ”ليتقرب من الشعب” والذي سيبذل كل ما بوسعه لمساعدة إدريس على الالتحاق بأمه في لندن، في حين يجري البحث عنه من قبل الشرطة الفرنسية الممثلة في شخص محافظ الشرطة موني الذي يؤدي دوره الممثل جان بيار داروسين الذي يتولى ”مطاردة” المهاجرين غير الشرعيين تحت رئاسة نيكولا ساركوزي التي امتدت من 2007 إلى 2012. وفي قالب من السخرية والرقة يقدم المخرج السينمائي لمحة عن سكان مدينة نورموندي، وكانت الشرطة الفرنسية قد قامت في سبتمبر 2009 بتفكيك ملجأ ”لاجنغل” (الغابة) الذي كان يضم 700 و800 مهاجر غير شرعي أغلبهم أفغان بمدينة كالي (شمال). ويتميز فيلم ”لوهافر” الذي تحصل في 2012 على جائزة النقاد بمهرجان كان بحوارات وجيزة ومدروسة، وقد نال العمل استحسان الجمهور والمتابعين من المهتمين بالسينما.