انطلقت، أول أمس، بقاعة ''السينماتيك'' فعاليات الأيام السينمائية للجزائر العاصمة، بمساهمة ''الخبر''، في طبعتها الثالثة، بعرض فيلم ''فقط كامرأة'' للمخرج رشيد بوشارب، وهو أول عرض له في الجزائر. وجرى بحضور الممثلة القديرة شافية بوذراع التي مثلت في الفيلم، إلى جانب الممثلة سيينا ميلر، والإيرانية فولشيفاه فرحاني. قال سليم عفار، رئيس جمعية ''لنا الشاشات'' التي تنظم الأيام السينمائية للجزائر العاصمة، بالتعاون مع وزارة الثقافة، وبمساهمة ''الخبر''، إن تظاهرة ''الأيام السينمائية لمدينة الجزائر'' تعرف خلال دورتها الثالثة عرض أفلام جديدة، بنسبة 80 بالمائة، موضحا أن مواضيعها مرتبطة بقضايا الساعة عبر العالم. وأوضح المتحدث أن هذه الأيام تعرف عرض الفيلم الوثائقي ''فدائي'' الذي وقع مشاركته مؤخرا في مهرجان ''تورنتو''، والمرشح للعرض في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية، وهو من بين الأفلام الوثائقية التي أُنتجت احتفالا بالذكرى الخمسين للاستقلال. وأضاف عفار أن التظاهرة التي تدوم إلى غاية يوم 19 أكتوبر، برمجت عرض عدة أفلام وثائقية حول ''الربيع العربي''، وحول مسألة العلاقة بين الشمال والجنوب، ومكانة العرب في العالم، إضافة إلى جانب قضايا الهجرة غير الشرعية. وضمن هذا الإطار، يتناول الفيلم الوثائقي الألماني ''الأجنبي'' للمخرجة ميريام فاسبيندر، قصة مهاجر مالي يعيش ظروفا قاسية في ألمانيا. وأشار عفار إلى أن غالبية الأفلام المشاركة في الأيام السينمائية للجزائر العاصمة، سبق لها أن كانت حاضرة في عدّة مهرجانات سينمائية دولية، على غرار برلين، تورنتو و''كان''، موضحا أن التظاهرة تعرف بالموازاة مع الأفلام الطويلة، عرض 12 فيلما قصيرا، وبمشاركة مغربية وتونسية. وعرف اليوم الأول من التظاهرة عرض فيلم ''كامرأة فقط''، وهو أول سلسلة من الأفلام التي يخرجها المخرج الجزائري المغترب رشيد بوشارب باستديوهات هوليوود. ويروي الفيلم الذي أدى فيه دور البطولة كل من البريطانية سيينا ميلر، والإيرانية فولشيفاه فرحاني، والذي يندرج ضمن نوع أفلام الطريقة الأمريكية الشهيرة، مسار امرأتان تعبران الولاياتالمتحدةالأمريكية من الشرق إلى صحراء سونتافي، وكلاهما تعيشان في ضواحي مدينة شيكاغو، في أحياء المهمّشين، إضافة إلى معاناتهن من ظروف اجتماعية قاهرة. فبينما تتعرّض مونى لقهر والدة زوجها (تمثيل مميز للممثلة شافية بوذراع)، بالأخص أثناء عملها في المتجر العائلي، تكتشف مارلين ذات يوم خيانة زوجها، فتقرّر الرحيل بعيدا. تحمل مونى ومارلين حلما تريدان تحقيقه لتجاوز إخفاقهما، فتقرّران المشاركة في مسابقة ''بيلي دانسينغ'' للرقص التي تنظم سنويا في سونتافي. وفي طريقهما من شيكاغو إلى سونتافي، يتعرّف المشاهد على تفاصيل كثيرة من حياتهما السابقة، إلى اليوم الذي تكتشف فيه مارلين أن مونى محل متابعة من قبل الشرطة، بتهمة القتل العمدي. وعقب العرض، صرّحت الممثلة شافية بوذراع أنها حققت حلمها الأمريكي، وانتقلت إلى شيكاغو للمشاركة في الفيلم، وقالت إن تعاملها مع رشيد بوشارب يعود إلى فيلم ''شرف عائلتي'' سنة 1997 مع كل من فوزي صايشي وفطومة أوصليحة. وقد أخرج رشيد بوشارب فيلم ''كامرأة فقط'' على طريقة فيلم ''تيلما ولويز'' للمخرج الأمريكي ريدلي سكوت، فكلا الفيلمين يلتقيان عند لحظة الصداقة التي تبرز بين امرأتان في طريقهما إلى أبعد ما يمكن (سونتافي في فيلم بوشارب، والبيغ كانيون في ''تيلما ولويز'') مع فارق بسيط، وهو أن فيلم بوشارب لا يندرج ضمن أفلام متابعات الشرطة، إلا بشكل عرضي. وسبق لبوشارب أن صرّح أنه كتب سيناريو الفيلم بالتعاون مع ماريون دوسورت وجويل توما، بتأثير من فيلم ''المروحة'' للمخرج جيري شاتزبرغ. يذكر أن الفيلم الذي ساهم في إنتاجه كل من فرنسا، دبي، الولاياتالمتحدة ورشيد بوشارب، سيعرض على قناة ''آرتي'' خلال شهر ديسمبر القادم.