يشهد المركز الوطني للأشعة الكائن بمستشفى لمين دباغين، ”مايو”، بباب الوادي في العاصمة، حالة كبيرة من الاكتظاظ نتيجة توافد عدد كبير من المرضى، كونه المركز الوحيد على المستوى الوطني الذي يضمن التصوير بالأشعة للأطفال والرضع حديثي الولادة. لدى زيارتنا للمركز الوطني للأشعة بمستشفى ”مايو”، ذهلنا للأعداد الكبيرة للمرضى المتوافدين عليه، خاصة أنه يشتمل على معدات حديثة وعلى أعلى مستوى من التكنولوجيا، فقاعة الانتظار ممتلئة عن آخرها. أما الرواق والحديقة فحدث ولا حرج.. شبان، شيوخ، أطفال وحتى الرضع مع أمهاتهم.. جميع شرائح المجتمع موجودة وتنتظر علها تظفر بموعد لإجراء التصوير بالأشعة، خاصة التصوير بالرنين المغناطيسي أو كما يعرف ”إي أر أم”. وعادة ما تكون المواعيد بعد شهرين، ورغم ذلك نجد المرضى ينتظرون طوال تلك المدة، فالحاجة لإجراء تلك الفحوصات تجبرهم على تقبل الوضع، خاصة في ظل انعدام بعض أجهزة المركز بباقي المستشفيات والعيادات الخاصة، وهو ما أكده لنا عمي محند، الذي وجدناه ينتظر دوره لإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث تحصل على الموعد خلال شهر ديسمبر الماضي رغم حالته الخطيرة كونه تعرض لسكتة دماغية جعلته مقعدا، مشيرا إلى أن ثمن هذا الفحص في مراكز الأشعة الخاصة يتجاوز 18 ألف دج، وهو مجبر على الخضوع له بصفة دورية، ما حتم عليه اللجوء إلى المركز رغم من تباعد المواعيد. وخلال تواجدنا بالمركز وقفنا على حالات شجار متكررة بين أهالي المرضى والطاقم الطبي، نتيجة رفض الأهالي للمواعيد البعيدة المدى، ما يدخلهم في شجارات مع الممرضين الذين يقفون عاجزين أمام توافد الأعداد الهائلة للمرضى. وأكدت لنا بهذا الخصوص والدة الطفل ”ريان”، القادم من ولاية عين الدفلى، أنه يعاني من تكيس أسفل الجمجمة، وعليه إجراء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي وعدم توفر هذا الأخير على مستوى باقي المستشفيات، ما جعلها تنتظر أكثر من شهرين للظفر بموعد على حساب تدهور الحالة الصحية لفلذة كبدها، مناشدة السلطات العمومية بضرورة إنجاز مراكز شبيهة للتكفل بالمرضى وتخفيف الضغط عن المركز الذي أضحى عاجزا عن تلبية احتياجات المرضى الذين يتضاعف عددهم سنة وراء أخرى. وفي حديثنا مع مسؤول المركز، البروفيسور منصوري، كشف أن المركز يستقبل يوميا 400 حالة للتصوير بالأشعة، لاسيما التصوير بالرنين المغناطيسي، مؤكدا أنه رغم التنظيم المحكم لتقديم المواعيد وإجراء الفحوصات، إلا أن الاكتظاظ يبقى سمة المركز نتيجة توافد المرضى من كل الولايات، كونه يشتمل على معدات حديثة علية التطور بالإضافة إلى كونه المركز الوحيد على المستوى الوطني الذي يعنى بالأطفال والرضع، ما يجعله قبلة المرضى من مختلف ربوع الوطن. وأضاف البروفيسور منصوري أن المركز سيتدعم قريبا بجهاز ”إي أر أم” جديد للتخفيف الضغط على الأجهزة المتوفرة حاليا وتقديم أحسن الخدمات للمرضى.