أجهزة أشعة مستوردَة مُخزنة منذ أشهر بالمستشفى الجامعي بقسنطينة كشفت مصادر طبية من داخل المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، أن عددا من الأجهزة الحديثة للكشف و العلاج بالأشعة، مخزنة دون استغلال منذ استيرادها قبل عشرة أشهر تقريبا، في وقت يواجه أصحاب الأمراض المزمنة الموت المحتم لغياب هذه الأجهزة داخل المصالح مما يضطرهم إلى اللجوء إلى العيادات الخاصة. مصادرنا أكدت أن أكثر هذه التجهيزات متواجدة حاليا في علب كبيرة داخل المصلحة المركزية للكشف بالأشعة أو الاستعجالات، حيث استوردت منذ أشهر بغرض توزيعها على عدد من المصالح الطبية و تمكين أطقمها من إجراء الفحوصات و جلسات العلاج للمرضى دون نقلهم إلى المصلحة المذكورة التي تعرف ضغطا كبيرا، غير أن هذه الأجهزة لم تنقل و لم تشغل بعد، و من بينها جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي "إي.أر.أم" الذي سبق للمدير السابق للمستشفى، أن اتهم الإدارة التي سبقته بشرائه معطلا و بمبلغ يقارب 16 مليار سنتيم، فاق تكلفته الحقيقية التي لا تتعدى 10 ملايير. و ذكرت ذات المصادر أن الإدارات السابقة استوردت أيضا أجهزة متطورة في مجال الفحص و العلاج بالأشعة، لا زالت مكدسة دون استعمال داخل حجرات المستشفى، على غرار جهاز الكشف بالأشعة المتحركة و جهاز دفع الهواء النووي المعروف باسم "أكسيليراتور" الضروري للمصابين بالسرطان، الذين يصارع المئات منهم الموت المحتم و هم ينتظرون دورهم لاستعمال "الأكسيليراتور" الوحيد المتواجد بمصلحة العلاج بالأشعة لمركز معالجة السرطان، رغم أن العمر الافتراضي لهذا الجهاز انتهى منذ مدة، فيما لا يزال باقي المرضى يضطرون لإجراء مختلف الفحوصات الإشعاعية لدى الخواص و بأثمان باهظة تصل إلى 30 ألف دينار. المكلف بالاتصال بالمستشفى الجامعي أكد لنا بعدما لم نتمكن من التحدث إلى المديرالعام، أن الآلات غير المستعملة المتواجدة حاليا بالمستشفى الجامعي، تتمثل في جهاز أشعة "غاما كاميرا" و جهاز "إي.أر.أم"، إضافة إلى ثلاثة أجهزة "أكسيليراتور" اثنين منها ذات طاقة قوية و واحدة طاقتها متوسطة، و اعترف أنها جميعا مخزنة منذ عدة أشهر و لم تستغل بعد بسبب تأخر قدوم تقنيين من خارج الوطن مكلفين بعمليتي تركيبها و تثبيتها داخل المصالح.و أضاف محدثنا أن هذا التأخر دفع بإدارة المستشفى إلى إخطار المؤسسات التي اشتريت منها الأجهزة من أجل الإسراع في إرسال تقنييها للقيام بعملهم، و هو ما تم بالفعل، يضيف محدثنا، بمجيء فريق من خارج الوطن انتهى مؤخرا من عملية تركيب جهاز "الإي.أر.أم" و شرع في مرحلة تجريبه، على أن يبدأ العمل به فعليا شهر جانفي المقبل، مضيفا أن تشغيل الأجهزة المتبقية التي سيستفيد منها جميعا مركز مكافحة السرطان، سيتم خلال الثلاثي الأول من السنة المقبلة بعد قدوم المكلفين بتركيبها.