هل هي سكرات الموت التي أنطقت سعداني أمس، أم أنه عود الثقاب الذي سيلهب الجزائر؟! فما قاله أمس وما كاله من اتهامات للمؤسسة العسكرية وعلى رأسها الجنرال توفيق، فيه من الخطورة ما سيفجر البلاد. إنه برميل بارود صبّه سعداني أمس، على الموقع الذي نشر أقواله. لو أن سعداني الذي يطالب بدولة مدنية، وهذا هو مطلبنا جميعا، قال من موقعه كأمين عام لحزب التخلاط الأفالان، إلى الجميع ارحلوا، لكان في كلامه الكثير من المنطق، أما أن يطلب ممن هم على رأس المخابرات الاستقالة، ويتمسك من جهة أخرى برئيس مريض، فهذا كلام عار من المنطق، وهو دليل على تصفية حسابات الرجل مع المخابرات التي يبدو أنها تمسك بملف ثقيل عن الرجل وعن كل المتخبطين الآن في هرم السلطة والمتمسكين بعهدة رابعة، ليس حبا في بوتفليقة، لأن من يحبه وجب عليه حماية الرجل وسمعته وتاريخه من هذا التعفن السياسي الذي بدأت تغرق فيه البلاد، وليس الصعود على جسده إلى الأعلى قضاء لحوائجهم ولا أقول مصالحهم. نحن أيضا نريد دولة القانون، التي تحاسب كل من تلاعب بالبلاد، ليس فقط بالمال العام مثل شكيب، الذي انبريت تدافع عنه، لأن المال يخلف، لكن لا يمكن أن تخلف البلاد إذا ضاعت وعمّتها الفوضى مثل تلك التي تهددون بها اليوم وتريدون تمرير العهدة الرابعة عليها، إما الاستقرار أو الفوضى مثلما يفهم من كلام الجميع. وما دمت تحدثت وذكرت بالاسم الجنرال توفيق، ولست هنا لأدافع عنه، فليتحمل هذا الأخير مسؤولياته التاريخية اليوم، أمام رائحة البارود التي بدأت تعلو في سماء الجزائر، وإن كنت لا أشك أنه سيتحمل مسؤولياته مهما كانت أخطاء الماضي، فهو مجبر اليوم هو ومن معه على تحصين البلاد التي افتكوها من مخالب الإرهاب، تحصينها من المفسدين وكل من يمثلهم في السلطة، لأن الصراع اليوم هو على ”الشكارة” وليس على البلاد، حتى ولو تطلب الأمر تسليمها إلى العدو، وإلا لماذا يستهدف سعداني الأمن الداخلي، غير خدمة لأطراف خارجية، سواء عن نية وقصد أو عن جهل وغباء. المأزق الذي تمر به الجزائر اليوم، أخطر من مأزق الإرهاب، لأن الصراع مثلما أسلفت على الملايير، وعلى حماية من نهبوا المال العام، والدليل أن سعداني دافع في أقواله عن شكيب، فهو رأس العصابة. وحماية شكيب من العقاب، تعني حماية الآخرين، وحماية سعداني ومن أمامه ومن هم وراءه. اللعب صار على المكشوف، ولم يعد ليّ ذراع في العلن، ولا حديث صالونات. والأيام القليلة المقبلة ستكون عصيبة على الجزائر. فهل تحمل أولو الأمر مسؤولياتهم التاريخية؟!