أكد الأمين العام لفيدرالية غرداية لجبهة القوى الاشتراكية، حمو مصباح، في تصريح ل”الفجر”، أن التعفن الذي تعرفه ولاية غرداية من خلال تأزم الوضع بعد سقوط الضحية الخامسة، ما هو في الحقيقة إلا صورة عن صراع الأجنحة على المستوى المركزي، في محاولة لاستعراض العضلات وإظهار القوى بالميدان وتوضيح أن الجناح الذي يقود الحملة بغرداية قادر على خلط الأوضاع. أضاف حمو مصباح، أن السبب الرئيسي وراء اختيار غرادية هو خصوبة المنطقة أكثر من أي موقع آخر، فضلا عن حساسيتها كونها تقع في منطقة جنوبية محاذية لمناطق استراتيجية، بشكل يظهر في ”نهاية المطاف أن الجناح الذي يحرك تلك الأوضاع قادر في الميدان ولديه القوة للتحرك وتحريك الأمور”، واستبعد أن تكون جولة الصلح التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال، قد مست بصلب الموضوع، واعتبرها سطحية وبعيدة عن موقع الداء، وقال إن ”المشكل الأساسي في ولاية غرادية هو أمني بالدرجة الأولى، وليس مذهبي أو اثني مثلما يصوره البعض”، وفسر اعتماد الجناح المحرك للصراع على غرادية، خصوصية التركيبة الاجتماعية والموقع الاستراتيجي، فهي القلب النابض للجنوب وقريبة من حاسي مسعود وبوابة دول الساحل بجميع ما تحمله من مخاطر، و تابع العضو القيادي بحزب جبهة القوى الاشتراكية، أن حوالي 100 عضو من العصابة هم معروفين ويتحركون بكل حرية ودون أي خوف. وتجنب المصدر التعليق بصراحة عن سؤال متصل بكون الأزمة، هي حلقة من الصراع الموجود بين الرئاسة والعسكر، والذي فجره سعداني الأسبوع الماضي، وأوضح أنه ”أنا قلت أن أزمة غرادية هي صراع الأجنحة على المستوى المركزي، لأن الأزمة التي انطلقت شرارتها في 17 ديسمبر، لم تنطفئ بعد وهناك تقصير في التكفل بالأمور”. ... سقوط الضحية الخامسة وعودة التجار للإضراب وتوقف الدراسة وفيما يخص التسارع الذي تشهده الأحداث بولاية غرادية، قال المتحدث إن الضحية الخامسة سقطت أمس، ويتعلق الأمر بهادي بشير بن عيسى، ذو 40 سنة، وأب لطفلين، حيث تم الاعتداء عليه بقوة من قبل المنحرفين، وأضاف أن ”العصابة التي تزرع الرعب هم مجموعة من ولاية غرادية، ولم يأتوا من خارج الولاية، وهم حاليا في حدود 100 شخص”. وأشار قيادي الأفافاس إلى أن ”التجار قاطعوا النشاط والتلاميذ انقطعوا عن الدراسة بشكل متفاوت من منطقة إلى أخرى، لأنهم باتوا يخافون الاستهداف والاعتداء عليهم من قبل عصابة الأشرار”. شريفة عابد قال إن الدولة عازمة على تطبيق القوانين بكل صرامة بلعيز يكشف عن إنشاء مركز عملياتي بغرداية لمواجهة الأحداث شدد وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، أمس، بغرداية، على أن الدولة عازمة على تطبيق قوانين الجمهورية بكل صرامة ضد كل من يمس بأمن شخص وممتلكاته، وأعلن عن إنشاء مركز عملياتي بالمنطقة في محاولة لاحتواء الأحداث. وأوضح الوزير بلعيز، عقب لقاء جمعه بالسلطات الولائية والمنتخبين بغرداية، والذي خصص للأحداث التي شهدتها المنطقة، أن القانون يطبق من أجل استعادة النظام في إطار الإحترام الصارم لقوانين لجمهورية، مؤكدا أنه سيتم إنشاء بغرداية مركز عملياتي للأمن يسير بالإشتراك بين الدرك والأمن الوطنيين، وذلك بهدف استتباب الأمن ووضع حد للاشتباكات المتكررة. وتابع بأن الدولة ستتصرف بصرامة وبإنصاف وفقا لقرارات العدالة ضد الأشرار ومثيري الشغب. وقال وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، بشأن القرارات الجزئية التي اتخذت مع مسؤولي الأمن، إن جهاز الأمن بمنطقة غرداية سيتم مضاعفته ثلاث أو أربع مرات، من أجل إرساء وبصفة نهائية النظام والهدوء، وذكر بأنه كلف من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من أجل إيجاد الوسائل التي من شأنها أن تساعد على عودة الهدوء والنظام، وذلك بمساهمة مختلف الفاعلين والخيّرين والمجتمع المدني بهذه الولاية، مبرزا عزم مصالح وزارته على مكافحة كل أشكال التحريض على العنف وكل الظواهر التي من شأنها أن تمس بالأمن وبالمواطن وبممتلكاته.