أعلنت روسيا تمسكها بالتصويت ضد مشروع قرار للأمم المتحدة بشأن دخول المساعدات إلى سوريا بالصيغة المعمول بها حاليا والتي تمهد حسبها للقيام بتدخل عسكري ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، فيما استأنفت عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى حمص القديمة بعد توقفها لدواعي لوجستية. وصفت موسكو مشروع القرار الخاص بإدخال الدعم الإنساني على المناطق المعزولة والمحاصرة في سوريا بالممهّد لتدخل عسكري محتمل في دمشق لضرب قوات الأسد، وكانت روسيا قد شجبت أمس الأول مشروع القرار الذي جرت صياغته بمشاركة غربية وعربية وناقشه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، معتبرة المشروع لا يخدم القضية السورية ولا يؤدي الى نتائج ايجابية ما دفع روسيا إلى إدانة هذا المشروع بشكل واضح وصريح أمس على لسان دبلوماسي رفيع المستوى والذي قال أن موسكو تسعى لإدخال تعديلات كبيرة على مشروع القرار حتى تتمكن من تأييده والقبول بالتصويت عليه، حيث نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف قوله في جنيف أن القرار غرضه تمهيد الطريق أمام تحرك عسكري مرتقب ضد الحكومة السورية في حال لم تف هذه الأخيرة ببعض المطالب التي يتضمنها مشروع القرار، وأوضح الدبلوماسي أن موسكو ترفض القرار بالشكل الذي يجري إعداده وأن بلاده لن تسمح بمرور هكذا قرار، وبدأ مجلس الأمن الدولي أمس الأول مناقشة مشروع قرار عربي غربي بشأن توصيل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في سوريا، وكشف دبلوماسيون أن استراليا ولوكسمبورج والأردن قدمت مشروع القرار الذي يهدف الى زيادة المساعدة لسوريا إلى مجلس الأمن بكامل أعضائه الخمسة عشر، وكانت هذه الدول قدمت المشروع الأسبوع الماضي الى الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس منها روسيا التي سارعت إلى انتقاده قائلة انه لا يفضي إلى نتائج إيجابية. من جهته أعلن جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية أن الحرب السورية تنذر بكارثة كبيرة وقال كلابر أن الحرب في سوريا أوجدت مأساة حقيقية مشيرا إلى اقتناعه بحقيقة الوثائق التي تتحدث عن وقوع تعذيب وقتل في الصراع الدائر بالمنطقة، على صعيد آخر استأنفت أمس عملية إجلاء المدنيين وإدخال المساعدات إلى حمص القديمة، وأكد محافظ حمص طلال برازي استئناف العمليات الإنسانية في المدينة القديمة المحاصرة بعد تعليقها لأسباب لوجستية، وقال البرازي لوكالة فرانس برس أن شاحنات المساعدات الغذائية تمكنت من الدخول إلى حمص القديمة ، مشيرا إلى أن السيارات ذاتها التي تنقل المساعدات تعمل على إ خراج عدد من المدنيين، محصيا خروج 20 مسيحيا سيرا على الأقدام يوم أمس من بستان الديوان الى جورة الشياح.