استيراد مواد منظفة للقضاء على الروائح الكريهة الذبح والسلخ وفق أطر منظمة وتحت إشراف مختص سمحت الدولة في إطار توفير ظروف العمل الجيدة لعمال البناء الصينين الذين يشرفون على بعض المشاريع في الجزائرسواء سكنية منها أومرافق رياضية كافة الإمكانيات اللازمة التي من شأنها تقديم مردود حسن، من أجل فتح مذابح خاصة بالقطط والكلاب الضالة التي تعتبر من الأغذية المشهورة والمحببة لديهم، كونها تدخل في تحضير الوجبات الصينية، على غرار طبق ”الأرز بالكلب” الذي يعتبر من أشهر الأطباق الشعبية والغنية بالطاقة. قبل الخوض في هذا الموضوع الغريب، ليس على الصينيين، بل علينا نحن الجزائريين، نرجو من ذوي القلوب الضعيفة والذين يتميزون بخاصية الغثيان السريع أن يتخذوا احتياطاتهم قبل قراءة هذا الموضوع كاملا.. لأنه بكل بساطة يدعو إلى التقزز من الحالة المزرية التي آلت إليها منشآتنا، خاصة بعدما أصبحت نتنة بفعل أياد صينية همها الوحيد إرضاء شهيتها، ولو على حساب البيئة والمحيط. كل هذا تحت علم السلطات التي سخرت جميع الوسائل والظروف، لا لشيء إلا لدفع بالمشاريع وإنجازها في أسرع وقت ممكن. أعين ”الفجر” رصدت مشاهد وصور من باب الصدفة ووقفت على أغرب الممارسات والوقائع التي يعيشها العمال الصينيون في مشاريع البناء، بعدما تحولت غرف نومهم إلى مذابح للكلاب الضالة وأقفاص توضع فيها فريستهم إلى حين قدوم دورها. شاليهات تحول إلى ”باتوار ”بالملعب الأولمبي لبراقي تحظى وجبات لحوم الكلاب الساخنة بشعبية كبيرة في المنشآت ومشاريع البناء بالجزائر، لدرجة فتح مذابح خاصة للعمال الصينيين، حيث سخرت الدولة كافة الإمكانيات اللازمة لهؤلاء للتلذذ بطعم هذه اللحوم على مرأى ومسمع الجميع. فمن العار أن يصبح أكبر مشروع كالملعب الأولمبي ببلدية براقي مذبحا ومسلخا للكلاب والقطط الضالة، من أجل تشجيعهم على إنهاء الأشغال في آجالها.. فالزائر لهذا المكان ينتابه الشعور بالتقزز والغثيان من اللحوم المعلقة بالجدران والروائح الكريهة التي تقصف بمستنشقها آلاف الكيلومترات، حيث يعمل الصينيون على إرضاء رغباتهم دون حسيب أو رقيب تحت شعار ”كل جيدا واعمل جيدا”. واستنادا إلى المثل الشعبي القائل ”حنا في حنا والبراني يسامحنا” يتشارك هؤلاء في عملية ذبح الكلاب والقطط وآخرون تسند إليهم مهمة الطهي بطرق تقليدية لا تتعدى أواني مصنوعة بمادة الألمنيوم، مع إضافة بعض النكهات الخاصة، من أجل الحصول على ذوق طيب، حسب هؤلاء. في البداية بدا لنا الأمر عاديا لأننا ألفنا سماع حقيقة هؤلاء وميلهم الشديد إلى تناول مأكولات غريبة وفي مقدمتها الكلاب والجرذان، لكن إذا شاهدت تلك المناظر بأم عينيك، فانك تحمد الله ألف مرة كونك جزائريا ولا تفضل إلا اللحوم الحلال سواء كانت غنما أو بقرا أو حتى طيورا.. قصدنا إحدى غرف النوم الخاصة بالعمال الصينين لنتفقد ظروف مبيتهم، إلا أن صدمتنا كانت كبيرة عندما رأينا ذبائح مسلوخة ومعلقة بالجدران وبالقرب من أسرة النوم، وكأننا نعيش فيلم رعب أبطاله بشر مثلنا. وفي حديثنا مع بعض العمال الذي دعونا إلى تقاسم مائدة غذائهم بأن الأمر عاديا محاولين تضليلنا بأن طبق الأرز مطهو بلحم آخر، إلا أن حدسنا جعلنا على يقين بأن هذا الطبق مشكوك في أمره ومن المستحيل أن نتناول طبقا إذا لم نعرف مكوناته.. فهذا من سابع المستحيلات. عمليات صيد الكلاب الضالة بترخيص السلطات كلاب سوداء، بنية، طويلة، قصيرة.. لا يهم عند الصينيين بل المهم هو تذوق طعمهم حتى لو كلفهم ذلك جهدا أو عناء صيد لا يحترفه سوى هؤلاء، حيث لفت انتباهنا ونحن نتجول داخل الملعب الأولمبي ببراقي مشهد كلب أسود اللون في قفص محكم القفل، وكأنه نوع من الكلاب الأليفة. تأسفنا لرؤيته مسجونا لأننا نعلم مسبقا أن مصيره لن يكون أفضل ممن سبقوه، لأن حياته لن تتجاوز فترة انقضاء المؤونة المخزنة في غرفهم. كل هذا يحصل في شاليهات الصينيين بالجزائر، فالملعب الأولمبي ببراقي ليس مقياسا لهذا النشاط، وإنما جميع الشاليهات دون استثناء أصبحت مسرحا لمثل هذه الممارسات الغريبة، في ظل غياب السلطات المعنية التي لابد أن تضع حدا لهذه المهزلة حتى ولو كانت على حساب مشاريعنا، فلكل مقام مقال من باب الربح أو المنفعة.. حتى لحوم الكلاب والقطط حسب الرتب! من جهة أخرى، دفعنا الفضول إلى البحث عن أكثر القطع تناولا، فأجابنا أحدهم أنه حتى لحوم الكلاب والقطط لاتقدم لأي كان، حيث تطهى اللحوم ذات الجودة للمسؤولين والقائمين على المشاريع، بينما يستفيد الآخرون من طبقة العمال على المتبقي منها، وهذا من باب عدم المساواة بين الطبقات والرتب. ”تيزانة” سحرية بعد كل وجبة والمضحك في الأمر أن هؤلاء العمال الصينيون يتناولون مشروبا ساخنا أو دافئا أو باردا بعد تناول وجباتهم، وفي هذا الإطار سألنا أحد العمال الذي وصف لنا أنها تتكون من خليط عدة أعشاب برية وتصنع بكميات معتبرة وتحفظ في أباريق ويتم شربها أثناء العمل، وكأنها مادة لتخفيف الكوليسترول جراء تناول طبق دسم، ولا يمكن الاستغناء عنها.. لتضاف إلى الدولة أعباء أخرى في استيراد هذا النوع من المشروبات. استيراد مواد مزيلة للروائح لإخفاء أي أثر رائحة اللحوم الكريهة وأحشاء الكلاب والقطط المتناثرة هنا وهناك جعلت المكان مستنقعا للنفايات، خاصة أن عمليات الذبح والسلخ تتم بالداخل، وهو الأمر الذي يجعل العمال الصينين إلى اقتناء مواد للتنظيف وإزالة الروائح. إلا أن مئات حاويات مواد التنظيف لا تستطيع إزالة الرواسب أو حتى إثر الأوساخ التي جعلت المكان مدنسا ليكون ذبح وسلخ الكلاب في الملعب الأولمبي تدشينا مسبقا لهذا المركب الرياضي الذي يمثل القارة الإفريقية والعربية جمعاء.