تجمع عشرات ألاف الأشخاص أمس في اسطنبول للمشاركة في جنازة فتى توفي متأثرا بإصابته خلال تفريق الشرطة تظاهرات جوان 2013 المناهضة للحكومة، وكانت الشرطة التركية اعتقلت أكثر من 150 شخصاً خلال تظاهرات عنيفة شهدتها أمس الأول نحو 30 مدينة للتنديد بوفاة الفتى. أفادت وسائل إعلام تركية أن الشرطة أوقفت مساء أمس الأول أزيد من 250 شخص وأصيب العشرات بجروح إثر مواجهات حادة بين المحتجين وقوات الأمن، حيث ذكرت وكالة أنباء ”دوغان” التركية أن نحو عشرين متظاهراً أصيبوا بجروح في مواجهات مع قوات الأمن، بينهم اثنان أصيبا بجروح خطرة في مرسين واسطنبول، كما أصيب شرطي بجروح في اسطنبول، وجاءت عمليات الاعتقال عقب خروج آلاف المتظاهرين في غالبية المدن الكبرى بالبلاد إثر وفاة الشاب بيركين الفان، الذي تحول إلى أصبح رمزا لقمع الشرطة للتظاهرات، بعد حالة غيبوبة دامت 269 يوماً إثر إصابة في الرأس تعرض لها إثر انفجار قنبلة مسيلة للدموع خلال المظاهرات المناهضة لحكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان شهر جويلية الماضي، والذي قالت عائلته أن ابنها لم إلى الشارع للتظاهر بل لشراء الخبر، حيث أثارت وفاته موجة تعاطف واسعة في كل أنحاء تركيا، وخرج المحتجون الى الشوارع مرددين ”أردوغان، قاتل”، ما يثير الكثير من القلق وتخوفات لدى الحكومة قبل أقل من ثلاثة أسابيع على الانتخابات البلدية المرتقبة نهاية الشهر الجاري، خاصة وأن حكومة أردوغان تطالها فضيحة فساد غير مسبوقة منذ منتصف ديسمبر الماضي. إلى ذلك هاجم أشخاص مجهولو الهوية بالحجارة أمس موكب حزب الحركة القومية التركي المعارض في إطار حملة الدعاية الانتخابية الخاصة به في بلدة ”سارت” التابعة لمحافظة ”مانيسا” بمنطقة بحر ”إيجة”، وذكرت صحيفة ”حرييت” التركية على موقعها الالكتروني أمس أن ”المهاجمين ردّدوا شعارات موالية لمنظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية ثم لاذوا بالفرار، فيما دعا كايدا شباب حزبه ب على التحلي بالحكمة والهدوء وعدم التدخل في أي مواجهة مسلحة، وتقديم الفرص لإلحاق الضرر بالحزب والوطن قبل حلول موعد الانتخابات المحلية المقرر في 30 مارس الجاري.