من بين الظواهر الاجتماعية التي أصبحت تبرز في شوارعنا هو انتشار الدرجات النارية التي يمتطيها الشباب لتفادي الازدحام المروري الذي أصبح سمة من سمات الطرقات الضيقة وحتى السريعة لتصبح هذه الظاهرة ثقافة الشباب العاصمي في الوقت الحالي. تعتبر الدراجة النارية الصغيرة وسيلة النقل المناسبة بالنسبة لسكان العاصمة من أجل تجنب الازدحام المروري الذي أصبح يشكل عائقا كبيرا. لذا فإن الموظفين والطلبة والعاطلين عن العمل وحتى المتقاعدين لا يدخرون أي جهد لاقتناء دراجة نارية وصيانتها باعتبارها ”أفضل وسيلة” لاجتناب مختلف المشاكل المتعلقة بالحركة المرورية بدل السيارات النفعية أو السياحية. الشاب ”محمد.غ” 22 سنة استطاع أن يدخر ما قيمة 50 ألف دينار لاقتناء دراجة نارية ليستطيع أن يصل إلى مكان عمله دون عناء خاصة وأن استعمال هذه الأخيرة قد يسهل المرور دون ضيق أو انزعاج خاصة وأنها سريعة المرور وعملية حيث أكد في حديثه ”طبيعة عملي في إحدى المخابز ببلدية أولاد فايت حيث يجب أن أكون في مكان عملي باكرا فلم أجد وسيلة سوى شراء دراجة نارية من الطراز المتوسط خاصة وأن هذا النوع من وسائل النقل يثير التنافس لمعظم الشباب لاقتناء أحسن الأنواع من الدرجات إلا أنني لم أجد مانعا لشراء دراجة نارية من طراز ”يونكيز” لتسهيل تنقلاتي فأنا لا أبحث عن الماركات الكبيرة مثل ”ياماها” أو ”بي أم دوبل في” ولكن أبحث عن البسيط فقط. كما سجل الطلب على هذه الوسائل الخفيفة للنقل ارتفاعا محسوسا مع بداية الربيع مما يجعل باعة الدراجات النارية الجديدة منها والمستعملة في نشوة كبيرة. ويمكن تفسير هذه النشوة بالزيادة الكبيرة التي عرفها سعر ”العجلتين” التي كانت تشترى ب60 ألف دج بالنسبة للمستعملة منها منذ بضعة أسابيع ليرتفع سعرها إلى حوالي 100 ألف دج حاليا ”في حين يجب دفع ما بين 15 إلى 20 ألف دج إضافيتين لاقتناء دراجة جديدة” حسب ما ذكره البائع حميد ”40 سنة”. من جهة أخرى شكلت ”الدراجة النارية” بالنسبة للسيد ”جمال.م” 47 سنة ”وسيلة لا يمكن الاستغناء عنها بالرغم من المخاطر التي تحملها لمستعملها إلا أن الحيطة والحذر مطالبة للشباب خاصة وأن ضرب قانون المرور في هذا المجال عرض الحائط قد يؤدي إلى هلاك صاحبها إما بالموت أو الإعاقة المستديمة كغيرها من وسائل النقل الأخرى وبالتالي استعمال ”الخودة” ضروري وعدم استعمالها قد يؤدي صاحبها إلى عواقب وخيمة. ولكن هذا لم يمنع - محدثنا - من استعمال الدراجة النارية للسهولة الكبيرة في استعمالها وتفادي أكثر قدر من الضغط النفسي الذي ينتج جراء الازدحام المروري الشديد الذي تشهده شوارعنا كل يومي وفي كل الساعات. وبالرغم من بعض الايجابيات التي تحدث عنها بعض مستعملي الدراجات النارية إلا أن المصالح الأمنية، قامت مؤخرا بسحب ومصادرة مئات الدراجات النارية، خاصة ذات الحجم الكبير منها، كما تم تشديد المراقبة على الدراجات الأخرى، من خلال الفحص الروتيني للبطاقات الرمادية ووثيقة التأمين وإجبارية ارتداء الخوذة من طرف مستعملي هذه الدراجات والتي تعتبر من إجراءات الأمن والسلامة، حيث تم تفتيش 300 دراجة نارية في 3 أيام تم خلالها وضع 70 دراجة في المحاشر، خاصة أن هذه الدراجات تشكل مصدر إزعاج للمواطنين، سيما في الساعات المتأخرة من الليل، حيث يقبل العديد من الشباب والمراهقين على قيادة الدراجات النارية دون الاهتمام بقواعد الأمن والسلامة وفي مقدمتها استعمال الخوذات الواقية، وقيادتهم للدراجات النارية بأسلوب عشوائي حيث يقومون بحركات استعراضية كنوع من الترفيه دون مراعاة شدة الخطورة التي تحملها هذه التصرفات المجنونة”.