رئيس بلدية بريان السابق: "أحمّل مسؤولية تردي الوضع في المنطقة لتهاون السلطات" عاد الهدوء بصفة حذرة لغرداية، باستثناء تعرض منزل عائلة ”موشطون” للحرق بقصر مليكة، حيث تمكنت العائلات من قضاء ليلة هادئة بعد يومين من الرعب المتواصل الذي شهدته أحياء المدينة التي تحول فيها الجيران إلى فرقاء بعد خلاف أججته ”فتنة” يجهل لحد الساعة الجهة التي أيقظتها، وسط اتهامات متبادلة. يأتي هذا الهدوء الذي قيل إنه حدث ”فجأة” على خلفية تواجد قائد أركان الناحية العسكرية الرابعة بورڤلة، الذي حل بالولاية، حيث جال رفقة قائد الدرك الوطني بالأحياء التي شهدت أعمال العنف، وسالم أوعيسى، وشعبة النيشان، الموجودتين على مستوى وادي غرداية، الذي يعتبر نقطة سوداء كان ”زارعو الرعب” يستغلون حجارته في عمليات مداهماتهم للمواطنين، بالإضافة إلى أحياء أخرى على غرار بومرافق، التابع لقصر مليكة، حاج مسعود، حي قدوار، ودادا علي. وشوهد تواجد قوات عسكرية بالقرب من مطار ورڤلة، الأمر الذي أدخل ”الخوف” في قلوب ناشري الرعب والعنف، الذين لم يتجرأوا على إحداث ولو ”مجرد مناوشات بسيطة”، بدليل يقول مصدر ”الفجر”، وهو مواطن يقطن بغرداية، في اتصال به، أنه تم تسجيل حركة ضعيفة بمركز المدينة، وسط آثار الأعمال السلبية التي خلفها العنف والحرق والنهب. وعلى بعد 45 كلم من وسط غرداية، وببلدية بريان، ذكر مواطنون سألتهم ”الفجر” عن الوضع الأمني، أن مناوشات اندلعت في حدود الساعة الثانية من صبيحة أول أمس، على مستوى حي كاف حمودة، الذي يعد أكبر الأحياء وأكثرها تعرضا للضرر، وقبلها حاول سكان شعابنة بريان، تنظيم مسيرة على مستوى الطريق الوطني رقم 1، للتنديد بتوقيف قاتل الشاب ناصر بلناصر، وهذا على أساس أن ”المتهم” كان في حالة دفاع عن النفس. واتصلت ”الفجر” برئيس بلدية بريان سابقا، نصر الدين حجاج، أمس، الذي حمل مسؤولية ما يحدث في المنطقة، للسلطات العمومية، على اعتبار أنها تعرف كيف تتعامل مع مثل هذا الوضع، وهذا من باب أنه شغل منصب رئيس بلدية سنة 2007، وعايش بصفته مسؤولا نفس الأحداث التي اندلعت سنة 2008، وتساءل لماذا يتم القيام بتصرفات غير مسؤولة والدفع بالناس إلى الاعتقاد بوجود دولة عسكر، ودولة شرطة، ودولة الدرك، ”إنه تم التلاعب بعقول المواطنين الذين طالبوا في بادئ الأمر بتوفير الشرطة، وبعدها الدرك الوطني، ومؤخرا بتواجد الجيش”، مضيفا أنه إذا لم يتمكن الجيش من فرض الهدوء والأمن، فمن يطلب المواطن بعدها لنجدته؟ وفي سياق متصل، كشف مواطنون اتصلت بهم ”الفجر”، عن تأكيد شهود من عائلات مسها العنف، أنهم شاهدوا أشخاصا من أصول مالية، تم استغلالهم بالمال وإقحامهم في عمليات العنف والتخريب، حيث قالت إحدى العائلات بحي بني مرزوق، تعرض منزلها للحرق منذ شهرين، إن شخصا من جنسية مالية طردها من منزلها، وبرر مصدر ”الفجر” ذلك بأن غرداية أضحت ملجأ للماليين بعد الوضع الأمني الذي تعرفه مالي. وأضافت مصادر ”الفجر” أنه لا تزال عائلات بحي القرطي، تنتظر رفع الحصار عنها منذ 8 أشهر، وقالت إن سيارة الحماية المدنية دخلت مرة لإسعاف مريض تم تفتيشها من قبل الذين يحاصرون الحي. وفي قصر مليكة الذي يتعايش فيه الجيران ”الفرقاء”، منذ زمن بعيد في هدوء، اضطر ”المالكيون” لمغادرة منازلهم بعد أن قام شباب يرتدون خوذات بإخراجهم بالقوة من ديارهم، وهو ما نفاه ”الإباضيون” واعتبروا ذلك مجرد إشاعات يحاول البعض إثارتها في حقهم وحق جيرانهم الذين يتعايشون معا. وتساءل الغرداويون عن سبب صمت وزارتي الثقافة والشؤون الدينية، وعدم تنديدهما بالخراب الذي طال مواقع أثرية، خاصة في ظل تعرض قبور تعود لعدة قرون للنبش، على غرار مقبرة عمي سعيد، مقبرة بابا ولجمة، بالإضافة إلى مقام سيدي عيسى. هذا الأخير المرسوم على الورقة النقدية من فئة 100 دينار ذات اللون الأزرق وغيرها من الأماكن الثقافية والأثرية.