رفضت فاطمة حمروش مبادرة الغنوشي لرعاية الحوار الوطني الليبي، ونبّهت إلى خطورة ما وصفته ب”الأجندات الوافدة” على المشهد الليبي الذي دخل في مفترق طرق يُنذر بتطوّرات سياسية وأمنية معقدة. لا سيما وأنّ الغنوشي لا يُخفي انحيازه ل“إخوان ليبيا” وبقية التيّارات الإسلامية المحيطة بهم، وبوصفه رئيس تنظيم محسوب على جماعة الإخوان. وكان الغنوشي سعى في وقت سابق إلى اجتماع مع حمروش في إطار وساطة بين الفرقاء الليبيين في الداخل والخارج، غير أنّها رفضت دعوته واقتصر اجتماعها على الرئيس التونسي المؤقّت محمد المرزوقي. ولم تكتف حمروش بهذا الموقف، بل أكدت على أنّها ليست معنيّة بالحوار الليبي-الليبي الذي يرعاه الغنوشي وجماعته، وذلك رغم ترحيبها بكلّ الجهود الرامية إلى تقريب وجهات النظر بين الليبيين في مرحلة وصفتها بالحرجة. وكان الغنوشي، دعا في وقت سابق إلى حوار ليبي ليبي لاحتواء الأزمة بين الفرقاء الليبيين، فيما تعدّدت المبادرات التونسية التي تسعى إلى توحيد الصف الليبي، وذلك في تحرّك شدّ انتباه المراقبين بالنظر إلى توقيتها، وانعدام التنسيق بينها. وترافقت تحرّكات الغنوشي بشأن الأزمة الليبية مع إعلان الرئاسة التونسية مبادرة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، وذلك في أعقاب اجتماع الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي مع مبعوث الأممالمتحدة لدى ليبيا طارق متري.