أفرج مؤخّرا عن الدّفعة الجديدة من العقوبات الغربيّة على موسكو، والتي أُريد لها أن تستجيب إلى حدّ ما، لما تريده واشنطن وما يريده حلفاءها الأوروبيون، بعد مناقشات بين الجانبين الحليفين، ردّا على ما اعتبره الغرب أنشطة موسكو ”الاستفزازية” في أوكرانيا، قيّدت خلالها واشنطن الاثنين الفائت نشاطات سبعة مسؤولين روس و17 شركة على علاقة مباشرة بمحيط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومنعت تراخيص لبعض الصادرات الروسية عالية التقنية والتي يمكن أن تستخدم عسكريا، وفق ما جاء في بيان للبيت الأبيض من مانيلا إحدى محطات الرئيس الأمريكي باراك أوباما في إطار جولته الآسيوية. كما أصدر الاتحاد الأوروبي لائحة جديدة تضم 15 مسؤولا روسيا، ستطالهم العقوبات الإضافية. وأفادت وكالة ”ايتار تاس” بأن طوكيو قد أعلنت بدورها عن عقوبات إضافية ضد موسكو، تشمل 23 ممثلا لهيئات رسمية روسية منعوا مؤقتا من الدخول إلى اليابان. ومن جانبه، أعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أوّل أمس عن فرض عقوبات جديدة على روسيا ستطال شركتين و9 أشخاص. وجاء في بيان نشر مكتب رئيس الوزراء الكندي في موقع ”هاربر” في الإنترنت أن أسماء الأشخاص والشركات ستنشر في القريب العاجل. ولا تزال العلاقات الروسية الكندية متدهورة منذ مارس الماضي بسبب التطورات الأوكرانية. وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت نهاية مارس عن فرض عقوبات على 13 مسؤولا ونائبا كنديا يحظر قدومهم إلى روسيا بسبب العقوبات التي فرضتها كندا على روسيا في ضوء تطور الأحداث حول أوكرانيا وشبه جزيرة القرم. وتمثل الرّد الروسي في إعلان نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف يوم الاثنين أن العقوبات الأمريكية الجديدة ضد روسيا لن تبقى دون رد. وفي تعليق على إعلان البيت الأبيض عن فرض عقوبات جديدة ضد روسيا قال ريابكوف: ”بالطبع سنرد.. لم نخف أبدا أن ثمة إمكانيات لمثل هذا الرد، وطيف الإجراءات التي ستتخذ واسع بما فيه الكفاية”. هذا وأعرب نائب وزير الخارجية عن اعتقاده بأن الرد الروسي سيكون مؤلماً بالنسبة للولايات المتحدة، مضيفا: ”لا يحق لأحد أن يتحدث مع روسيا بلغة العقوبات، فسترتد على أصحابها محاولات إملاء شيء ما علينا أو توجيه انذارات لنا ”. وقال ريابكوف: ”إن كل كلمة استخدمت في تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض لتبرير القرارات المتخذة تدل على أن الولاياتالمتحدة فقدت الإحساس بالواقع، وهي تسعى إلى تفاقم الأزمة”. وأضاف أن واشنطن في حقيقة الأمر ”تشجع في أوكرانيا تلك القوى التي ليست فقط غير مستعدة للقيام بخطوات لا بد منها في مجال الفدرلة وغيرها من الإجراءات الضرورية لضمان إعادة هذه البلاد إلى تطورها التدريجي، بل وتقود في حقيقة الأمر إلى حدوث اشتباكات جديدة”.