بعد غياب دام 12 عاما حقق فريق ريال مدريد الاسباني حلمه بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة العاشرة في تاريخه بعدما قلب تأخره -0 أمام مواطنه أتليتكو مدريد إلى فوز ساحق ومستحق 4-1 في المباراة النهائية للبطولة التي جرت على ملعب النور بالعاصمة البرتغالية لشبونة. وعزز ريال مدريد رقمه القياسي كأكثر الأندية فوزا بلقب دوري الأبطال ووسع الفارق الذي يفصله عن أقرب ملاحقيه فريق ميلان الإيطالي (المتوج بالبطولة سبع مرات) إلى ثلاثة ألقاب واتسمت المباراة بالإثارة والندية على مدار شوطيها، حيث افتتح المدافع الأوروغواياني دييغو غودين النتيجة لمصلحة أتليتكو مدريد في الدقيقة 36 بضربة رأس من متابعة لتمريرة زميله راؤول غارسيا، لتسقط الكرة خلف إيكر كاسياس حارس مرمى ريال مدريد الذي تقدم من مرماه دون داع لينتهي الشوط الأول بتقدم أتليتكو بهدف نظيف. وفي الوقت الذي تهيأ فيه الجميع لفوز أتليتكو بالمباراة أحرز سيرجيو راموس هدف التعادل القاتل لريال مدريد في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني عبر ضربة رأس متقنة من متابعة للركلة الركنية التي نفذها الكرواتي لوكا مودريتش ليترجم المدافع الاسباني الدولي سيطرة فريقه التامة على مجريات الشوط الثاني الذي أهدر خلاله العديد من الفرص المؤكدة، ويحتكم الفريقان إلى لعب الوقت الإضافي. وتواصلت هيمنة ريال مدريد تماما على الوقت الإضافي الذي أهدر خلاله لاعبوه المزيد من الفرص المؤكدة، قبل أن يضيف النجم الويلزي غاريث بيل الهدف الثاني في الدقيقة 110 بضربة رأس من هجمة مرتدة قادها الأرجنتيني المتألق أنخيل دي ماريا. وفي الدقيقة 118 أضاف الظهير الأسمر مارسيلو الهدف الثالث لريال مدريد عبر تسديدة صاروخية، قبل أن يختتم رونالد مهرجان الأهداف في الدقيقة الأخيرة عبر ركلة جزاء. في المقابل، تبخرت أحلام أتليتكو مدريد في انتزاع اللقب الأوروبي للمرة الأولى في تاريخه في موسمه الاستثنائي الذي حقق خلاله لقب الدوري الاسباني للمرة العاشرة بعد غياب استمر 18 عاما، محطما هيمنة ريال مدريد وبرشلونة على المسابقة المحلية في الأعوام الأخيرة. وهذا هو النهائي الثاني الذي يخسره أتليتكو في دوري الأبطال، بعدما سبق له أن خسر 4-0 أمام بايرن ميونيخ الألماني في مباراة الإعادة التي جرت بينهما بنهائي البطولة عام 1974، بعدما انتهى الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة الأولى بالتعادل 1-1 حيث كانت لائحة البطولة وقتها لا تنص على الاحتكام إلى ركلات الترجيح لتحديد الفائز باللقب. وتعتبر هذه الخسارة هي الأولى التي يتلقاها أتليتكو في البطولة هذا العام مقابل الفوز في تسع مباريات والتعادل في ثلاث مباريات. لاعبو ومدرب الريال يؤكدون أحقية الفريق بالفوز عبر مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي عن أحقية الميرينغي في الفوز باللقب العاشر والمهم بالنسبة لريال مدريد قائلا: ”حققنا اللقب بعد معاناة وصعوبات جمة، لكن في النهاية أنجزنا المهمة ونستحق الفوز، أنا سعيد جدا بالفوز لأن هذا اللقب في غاية الأهمية بالنسبة إلى ريال مدريد، لقد عملنا طوال الموسم من أجل الوصول إلى هذه اللحظة” كما عبر صاحب هدف التعادل سيرجيو راموس مدافع ريال مدريد عن فوز النادي برابطة الأبطال واصفا إياه بالمستحق كاشفا: ”نستحق أن نستمتع بفوز مماثل بعد سنين طويلة، لقد كتبنا التاريخ هذا المساء في مواجهة منافس رائع، أنه فوز باسم جميع أنصار ريال مدريد وسنحتفل باللقب مع الشعب لأننا نستحقه”. وعلق أنخل دي ماريا لاعب وسط ريال مدريد وأفضل لاعب في المباراة عن سعادته بإحراز اللقب الذي راوده منذ طفولته مصرحا: ”بالنسبة إليّ، أشعر بالفرح كوني أحرز اللقب مع ريال مدريد، إنه حلم طفولة وأنا سعيد للغاية، بذلنا جهودا كبيرة وقد أضعنا الفوز في الدوري المحلي، لكني سعيد لأن الفريق قدم تضحيات ضخمة، هنا (في لشبونة) أشعر بأني في بيتي الثاني، لقد حققت الكثير مع فريقي السابق بنفيكا سمحت لي بالانتقال إلى ريال مدريد”. لاعبي الأتليتيكو ورغم مرارة الخسارة يشيدون بالروح القتالية للنادي الملكي في المقابل بدت آثار الخسارة على وجوه المدرب سيميوني واضحة ولم يتحمل الكثير منهم ضياع الأميرة الكأس في الرمق الأخير حسب قولهم إذ عبر قائد الفريق غابي أن النادي الملكي يستحق الفوز كونه أعطى ما لديه إلى أن سجل التعادل موضحا ”نجح ريال مدريد في إدراك التعادل في الرمق الأخير، إنها كرة القدم. وفي الوقت الإضافي استحقوا الفوز، لقد كافحنا حتى الرمق الأخير ولم يكن باستطاعتنا أن نفعل أكثر مما فعلنا”. كما تأسف المدافع البرازيلي لويس فيليبي بالطريقة المؤلمة التي خسر بها النهائي مشيدا في نفس الوقت بهدف راموس الرائع قائلا ”لم نفقد تركيزنا إطلاقا عندما سجل راموس هدفه. لقد استحق ريال مدريد التعادل بفضل الهدف الرائع لراموس، يجب ألا نبكي على الأطلال بل تهنئة الفريق الفائز، من المؤلم جدا خسارة النهائي بهذه الطريقة لكننا نبقى مجموعة تملك شخصية قوية وحققنا موسما رائعا”.