يتعمد البعض، مؤخرا، طلب الاستفادة من قروض إنشاء مؤسسات صغيرة في إطار سياسة هياكل دعم وتشغيل الشباب أومايعرف ب"أونساج"، لصرفها في تكاليف الأعراس ومستحقات المغنين، حيث أصبحت هذه الظاهرة منتشرة بكثرة في أوساط ذوي الدخل المحدود من أجل التباهي بأموال الدولة.. وشعارهم المثل القائل "عّرس يا ڤليل". موضوعنا ليس غريبا ولا عجيبا، وإنما واقع لمساه وعشناه وكنا من المدعوين لحضورها.. هي بكل بساطة أعراس، حفلات وولائم برعاية ”أونساج”، حيث يتعمد البعض من ذوي الدخل المحدود طلب قروض وصرفها في نفقات وتكاليف الأعراس بدءا من الحلويات وانتهاء ب”الديسك جوكي”. ولتسليط الضوء أكثر حول هذا الموضوع ارتأت ”الفجر” أن تسلط الضوء على هذا الموضوع وتقف على الخروقات التي تشهدها بعض الوكالات، أوبالأحرى بعض إطاراتها، بتواطؤ مع بعض الشبان مع احتساب نصيبهم من الصفقة. تحول حلم الزواج لدى بعض العائلات إلى أمر هين وسهل المنال، بعدما كان يشكل في وقت سابق هما من الهموم التي تؤرقهم، خاصة لدى البسطاء الذين يعانون عجزا ماديا، حيث لم يعد بعض الشبان يتذمرون من أعباء الأعراس التي تحول دون تحقيق حلمهم في تكوين أسرة.. فوكالة ”أونساج” فتحت الباب للبعض وغطت متطلبات الزواج. وفي هذا الإطار كشفت لنا سميرة، مقبلة على الزواج، أنها استفادت من قرض أونساج وأنفقته على تكاليف عرسها، قائلة: ”إن الأعراس في وقتنا الحاضر مكلفة ولابد من مسايرة الموضة”. وأردفت حياة، طالبة بالجامعة:”إننا مرغمات على مسايرة الموضة لتفادي انتقادات الأقارب والجيران”.؟! حلويات، هدايا، وسيارات.. تفوق الخيال لم تتوقف حفلات الأعراس عند حد البذخ والتباهي، بل تعدى الأمر إلى منح هدايا للمدعوين وتكريمهم بتقديم مصاحف، على غرار تحضير أكثر من ستة أنواع من الحلويات المصنوعة باللوز والفستق والبندق، ناهيك عن انتقاء أفخم أنواع السيارات في مواكب الأعراس والزرنة المرافقة لها. مراد جعفري، سمير تومي وغيرهم.. ضيوف أعراس أونساج ولا يقتصر الأمر فقط على مستلزمات الأعراس من حلويات وقاعات فخمة للحفلات، بل وصلت لحد كراء المغنين دون ضبط السعر، وهو ما يدل على وجود بحبوحة مالية في جيوب العرسان. وهو ما وقفنا عنده في أحد الأعراس، حيث دفعوا للمغني قيمة 20 مليون سنتيم، مقابل سهرة لم تتجاوز أربع ساعات. نفس الأمر وجدناه في إحدى الحفلات التي دفعت لإحدى المغنيات مبلغ 18 مليون سنتيم مقابل أغاني ألبومات سابقة. .. وأخريات فضلن إنفاقها على فساتين سهرة لم تفوت بعض الفتيات فرصة الحصول على ”الشيك” في شراء بعض فساتين السهرة التي تتجاوز مبلغ 12 مليون سنتيم، لا لشيء إلا للتباهي والتألق في يومهن هذا، مستلهمات أذواقهن من الفنانات اللبنانيات والتركيات ومسلسل ”حريم السلطان” كتقليد أعمى مائة بالمائة. ”قهوة” مقابل الحصول على الشيك ومن أجل ضمان نجاح العملية يضطر بعض المستفيدين من قرض ”أونساج” لإعطاء بعض العاملين بهذه الوكالات حصتهم أو كما يقال ”قهوتهم”، حسب قيمة الشيك، والدفع يكون نقدا لضمان الحصول على نصيبهم من هذه العملية التي يعتبرها المستفيدون حلا عاجلا لمشكلتهم، بينما يعتبرها الآخرون صفقة عمر لا يجب تضييعها.. في زمن الطمع والفساد والنفاق الإجتماعي!.