في ثاني تجربة إخراجية له بعد ”البيت الأصفر” يواصل عمور حكار في فيلمه الجديد ”الدليل”، الذي عرض لأول مرة بالجزائر في إطار مهرجان السينما المغاربية أمس الأول، استفزاز المفاهيم الجاهزة عن الرجولة والخصوبة والعجز الجنسي والعلاقات الأسرية والاجتماعية، في مجتمع محافظ مثل مجتمع الأوراس. حيث يواصل حكار في هذا العمل على نفس التيمة التي بدأها من ”البيت الأصفر”، حيث كانت باتنة وخنشلة مسرحا لأحداث قصته، فالأوراس بجمالها الطبيعي مازالت تلهم حكار. كما حافظ اللون الأصفر على العلاقة الحميمية مع المخرج، فمن البيت الأصفر إلى التاكسي الأصفر يروي حكار قصة علي ”نبيل عسلي”، متزوج من أرملة لديها بنتين لكنه يبحث كغيره من الرجال عن الخلفة ويقصد مخبر للتحاليل الطبية يقع خارج منطقته، وخلال هذه الرحلة يقع في مشكلة، حيث تتهمه امرأة نقلها بالتاكسي بأنّه سبب حملها، ويصل إلى قسم الشرطة وتغادر زوجته البيت. ورغم هذا يفضل علي ترك زوجته والمغامرة بحياته الزوجية عوض إخبارها بحقيقة عقمه. في هذا العمل يكشف عمور حكار استفزاز الأحكام الجاهزة والقيم المعلبة في مجتمع منغلق على نفسه مايزال العقم فيه عيبا كبيرا ولو كان عند الرجال.. فهو قرين بالعجز الجنسي فيما الخصوبة قرينة بالفحولة!! وما زالت الحياة الخاصة للناس دائما تتقاطع مع الحياة الاجتماعية. وإن كان بعض من حضر عرض ”الدليل”، مباشرة بعد خروج الجمهور من قاعة الموڤار، أعاب على حكار بعض الشيء أنه مايزال بحكم تواجده الدائم خارج الجزائر أسير النظرة ”الاقزوتيكية” للمجتمع الجزائري، وأن ما جاء في فيلمه فيه بعض المبالغة في معالجة زاوية الموضوع.