أكدت مصادر إعلامية مغربية، مباشرة السلطات الأمنية الحدودية في المغرب في أشغال وضع سياج حديدي عبر حدودها المشتركة مع الجزائر، بعد إجماع أمني ضم وزراء الداخلية والجيش مؤخرا، لدراسة خطة لبناء السياج. وأوردت أمس، جريدة ”المغرب اليوم”، أن السلطات المحلية باشرت منذ نحو شهر إقامة شباك شائك وأعمدة حديدية لإنشاء السياج الحديدي، حيث تقوم جرافات بحفر ما يشبه الخنادق على طول الشريط الحدودي المغربي، بالقرب من الحدود الجزائرية. وفي هذا الصدد أوضحت مصادر مغربية قريبة من السلطة، أن المشروع المغربي كان محل دراسة من قبل السلطات لما يفوق 7 أشهر، قبل أن تنطلق في إنجازه على أرض الواقع في أواخر ماي الماضي، في الوقت الذي تتحفظ فيه السلطات المغربية عن إثارة الموضوع. وأشارت إلى أنه اجتماع أمني عقد قبل فترة بمدينة وجدة الحدودية، وشمل كل من وزير الداخلية المغربي، وقيادات أمنية وعسكرية، لتدارس خطة لحماية الحدود المغربية حيث اتفقوا على تسييج الحدود مع الجزائر. ووفق الصحيفة ذاتها، نقلا عن المصادر الأمنية المغربية، فإن ”عددا من العوامل وراء بناء تلك الأسيجة”، منها التحجج بالرد على سياسة ضبط السلطات الجزائرية للحدود بسبب سموم المخدرات والمهاجرين الأفارقة والسوريين الذين يحاولون التسلل نحو التراب الوطني، إلى جانب محاربة تهريب البنزين، الذي تؤكد تقارير مغربية أنه يمثل مصدر دخل مادي لأزيد من 15 ألف مغربي يعانون الفاقة والتهميش، بينما مبرر الرباط هو ”الحد من الهجرة الإفريقية نحو شمال المغرب، والتي تضغط على مليلية، التي تتمتع بالحكم الذاتي، تحت السيادة الإسبانية”، وفق المصدر ذاته. وتتقاطع هذه المعطيات مع ما كشفته الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات في تقريرها السنوي عن وضعية تجارة المخدرات في العالم خلال سنة 2013، التي صنفت المغرب كأول دولة منتجة للقنب الهندي (الحشيش) في العالم، وحذّرت من أساليب تهريب الحشيش إلى أوروبا بعد أن أصبحت متطورة، مشيرة إلى أن المخدرات المغادرة للشواطئ المغربية أصبحت تتم عن طريق الزوارق السريعة، وأوضحت أن السلطات الجزائرية قامت بضبط كميات كبيرة من الحشيش المغربي وصلت إلى 42 طنا خلال سنة 2013. واستنادا إلى المؤشرات التي قدمها التقرير، فإن ثلث القنب الهندي المنتج في المغرب يعبر إلى دول منطقة الساحل، حيث يتم تهريبه برا عبر الجزائر أو الصحراء أو بواسطة السفن. ويشكل تسييج الحدود المغربية بجدار أسلاك شائكة مع الجزائر، تأكيدا على عدم صدقية نوايا الرباط في فتح صفحة جديدة، وعلى رأسها مسألة الحدود المغلقة بين البلدين التي ما فتئ يرددها الملك محمد السادس، وآخرها خلال لقائه بالرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي.