احتضنت ألمانيا دورة 2006 خلال الفترة الممتدة من 9 جوان 2006 إلى 9 جويلية 2006 بمشاركة 32 منتخباً. ونظرا للعدد الهائل من محبي الكرة الذين اجتمعوا في برلين لمشاهدة المباريات، تخوف الناشطون المناهضون للعنصرية من أن يجد بعضهم أنفسهم في أماكن غير آمنة. وممن عبر عن هذه المخاوف ”أوو كارستن هيو”، وهو متحدث سابق باسم الحكومة، يترأس مجموعة ضغط مناهضة للعنصرية تطلق على نفسها اسم ”جزيخت تسايجن”. وقال هيو ان ”هناك بلدات في براندنبورغ وغيرها حيث لا أتمنى أن يذهب أحد بلون بشرة مختلف، فقد يلقى المرء حتفه هناك”. ودعت الشرطة الألمانية المحاكم إلى عدم منح النازيين الجدد تصاريح بالتظاهر بالقرب من الملاعب التي تقام عليها مباريات كأس العالم. والجدير بالذكر أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أعلنت أنّ وزارة الداخلية اتخذت كل الإجراءات الضرورية لمواجهة كل طارئ وفي 9 جويلية 2006 وبعد نهائي مثير في أحداثه ونتيجته، توج منتخب إيطاليا بطلا لمونديال 2006 للمرة الرابعة في تاريخه الكروي بعد تغلبه على نظيره الفرنسي بركلات الترجيح 5 - 3 إثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1)- 1 على ملعب برلين الأولمبي ونهاية مؤسفة للنجم زين الدين زيدان، حيث دفع برأسه في صدر المدافع الإيطالي ماركو ماتيراتزي في الوقت الإضافي من عمر المباراة، ليخرج الحكم البطاقة الحمراء في وجه زيدان أمام صدمة وذهول الجميع في ملعب برلين الأولمبي، فيما كانت الأفراح الإيطالية قد أنست الطليان كل همومهم فرحا بأشبال ليبي الذين عانقوا المجد. البطاقة الفنية للمباراة النهائية إيطاليا 1 - فرنسا 1 (تتويج إيطاليا بركلات الترجيح 5 - 3)9 جويلية 2006 الملعب الأولمبي لبرلين، جمهور غفير زهاء 75 ألف متفرج الإنذارات: زامبروتا (د5) من إيطاليا سانيول (د12)، ماكيليلي (د76)، مالودا (د111) من فرنسا الطرد: زيدان (د110) من فرنسا الأهداف: زيدان (د7) لفرنسا وماتيرازي (د19) لإيطاليا التشكيلتان: إيطاليا: بوفون، زامبروتا، كانافارو، ماتيراتزي، غروسو، غاتوزو، بيرلو، كامورانيزي (دل بييرو 86) وبيروتا (دي روسي 61)، توتي (لاكوينتا، 61)، طوني. المدرب مارتشيلو ليبي فرنسا: بارتيز، سانيول، تورام، غالاس، أبيدال، فييرا (الو ديارا، 56)، ماكيليلي، ريبيري (تريزيغي)، زيدان، مالودا، هنري (ويلتورد 107). المدرب: رايمون دومينيك زيزو لم يحافظ على الصورة وأضاع صفة الأسطورة حكم نهائي مونديال 2006 يكشف عن تفاصيل طرد زيدان بعد مرور 8 سنوات على الحادثة كشف الحكم الأرجنتيني أوراسيو إيليزوندو، عن تفاصيل طرده للنجم الفرنسي زين الدين زيدان في نهائي مونديال 2006 ضد المنتخب الإيطالي، ليكشف عن الغموض الذي كان محيطا بالحادثة، بحيث يقول أوراسيو إيليزوندو، في مقابلة له مع مجلة :ذا بليز زارد”: ”عندما سقط ماتيراتزي كنت بعيدا جدا عن الحادثة، استعدادا لإعطاء صافرتي لتنفيذ ضربة مرمى، لم أشاهد ما وقع نهائيا، ركضت بسرعة نحو مكان سقوط ماتيراتزي، وأنا أتحدث من خلال السماعة مع حكم الشرط، الذي أكد لي أنه لم يشاهد ما حصل، ونفس الجواب كان للمساعد الثاني”. وأضاف: ”كنت مترددا كثيرا بشأن القرار الذي سوف أتخذه وسط احتجاج قوي من لاعبي المنتخب الإيطالي، وفجأة سمعت صوت الحكم الرابع وهو يقول لي عبر السماعة..، … هوراسيو.. هوراسيو.. رأيت ذلك، نطحة عنيفة من زيدان في صدر ماتيراتزي”، فقلت له ما الذي دفعه للقيام بذلك، فرد قائلا: ” …لا أعلم..” وأكمل … أوراسيو إيليزوندو”، قائلا: ”كان زيدان يقف أمامي في هدوء، لم أشاهد شيئا مما حصل، كنت مترددا، لكن كان علي العمل بشهادة الحكم الرابع ورفعت البطاقة الحمراء مباشرة في وجه زيدان..”. وقد أظهرت الصور أن ماتيرازي استفز زيدان شفهياً، وقد استأجرت 3 صحف بريطانية وهم ذا صن، ذي تايمز وديلي ستار، قراء شفة ليترجموا ما قاله ماتيرازي في الفيديو، وبعدها ادعت أن ماتيرازي قال لزيدان: ابن الإرهابية العاهرة اعتذرت جريدتا ذا صن وديلي ستار في 2008 لماتيرازي وكسب من الجرائد الثلاث تعويضاً، وفسر زيدان أن الشتائم القاسية والإهانات لأمه هي سبب رد فعله، واعترف ماتيرازي بذم زيدان، لكنه أكد أن سلوك زيدان متغطرس جداً وأن التصريحات كانت تافهة، وأصر ماتيرازي أيضاً بأنه لم يهن أم زيدان، قائلاً: لم أتحدث عن والدته أيضاً. لقد فقدت والدتي عندما كنت في الخامسة عشر... بعدها عرض ماتيرازي روايته للأحداث وأكد أنه عرض على زيدان أن يأخذ قميصه وزيدان قال: إذا كنت تريد قميصي سأعطيه إياك بعد ذلك، فعلق ماتيرازي أنه يفضل أخته على ذلك وهو ما أثار هيجان زيدان. نوستالجيا خضرا العام يبان من خريفو والمونديال من تحضيراته العارفون بخبايا الأمور، يدركون أن الساعة تدور ولا تعرف الوقوف، ويجب فقط تنظيم الصفوف والرفوف، فلكل شيء فكرة وأول الغيث قطرة والنظام هو الأساس، وفي الرياضة المحطة التحضيرية هي التي تحدد ملامح الظهور في المواعيد الرسمية، ومنتخبنا قبل باكورة مشاركاته في المونديال لعب عام 1982 في الفترة الممتدة من 4 جانفي إلى 10 جوان 20 مقابلة ودية زائد 5 مواجهات رسمية في الكان بليبيا، وفي عام مونديال المكسيك أي في 1986 تقلصت المواجهات بشكل رهيب حيث لم يلعب الخضر قبل المونديال سوى 9 مباريات وحتى في الكان عجز الخضر عن المرور للدور الثاني واكتفوا بلعب 3 مواجهات فقط في الدور الأول، واستهل أشبال سعدان عام 2010 مباشرة بالكان، حيث لعبوا 5 مواجهات رسمية ثم اكتفوا ببرمجة 3 مباريات ودية، ودون أدنى تردد، فإن أحسن مشاركة مونديالية لنا كانت في إسبانيا حين كتبنا ملحمة خيخون التي لم تأت عفويا، بل جاءت حصدا لما زرعناه قبل تلك الدورة من اجتهاد وتضحيات، فالخضر بعد عودتهم من كأس إفريقيا بليبيا لعبوا في شهر أفريل فقط 4 مواجهات ضد بنفيكا البرتغالي في 14 أفريل ثم ليل الفرنسي في 17 أفريل فمنتخب البيرو يوم 25 أفريل ثم إيرلندا يوم 28 أفريل، فريال مدريد في غرة ماي، ولهذا فلا عجب إن أبهر شبان الجزائر وقتها كل العالم، لا لشيء سوى لأن لا يشغلهم سوى حب كرة القدم والرغبة في التألق، وهذا العام وفي غياب كأس إفريقيا، اكتفينا بلعب 3 وديات، وأهم شيء هو أن المنتخب حافظ على الروح الانتصارية بفوزه أمام سلوفينيا، أرمينيا ورومانيا، على أمل أن ينقل الكوتش فاهيد تألقاته من المباريات الودية إلى الرسمية وتأكيد مقولة: العام يبان من خريفو والمونديال من تحضيراته. صانع أفراح المانشافت من أم بولونية وأب نصف ألماني ميروسلاف كلوزه قد يكون الهداف رقم 1 لكأس العالم بعد أن اكتفى بالوصافة في سباق الهداف في الدورة السابقة، طار الألماني ميروسلاف كلوزه في اتجاه واحد حين صنع انتصارات منتخب البلد المنظم، حيث سجل ثنائية في مرمى كوستاريكا هدفين وكرر الأمر أمام الإكوادور وهدفا في مرمى الأرجنتين. ويعد هذا المهاجم الألماني الوحيد من القائمة القادر على تخطي رقم رونالدو الذي يعد حتى الآن أحسن هداف لطولات كأس العالم برصيد 15 هدفا، لكن كلوزه يملك 14 هدفا، وأكثر من ذلك فهو المهاجم الوحيد للمناشافت في البرازيل، ما يعني أنه على بعد هدف واحد ليشارك رونالدو الصدارة وإذا ما تمكن من تسجيل أكثر من هدف سيكون الأول دون منازع. حديث عن مناورة جرمانية لتنظيم المونديال كان يا ما كان زرع جنوب إفريقيا حصده الألمان ! تداولت أخبار أن النجاح الألماني في الحصول على شرف الاستضافة كان برشوة غير أخلاقية، وفتح باب المطالبة بإعادة التصويت فقبل ليلة من التصويت، قامت مجلة ألمانية ساخرة تدعى (تايتانك) بإرسال هدايا إلى ممثلي الفيفا ليقفوا بجانب ألمانيا في الترشيح. مندوب أوقيانوسيا تشارلز ديمبسي، الذي كان قد وعد بدعم جنوب إفريقيا، امتنع عن التصويت، وعلل هذا إلى ”ضغوط لا تطاق” مورست عليه عشية التصويت، فلو صوت ديمبسي كما وعد من قبل لجنوب إفريقيا لانتهى التصويت بالتعادل (12 صوتا لكل بلد)، حيث كان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر يفضل القارة السمراء فكان من المفترض أن يعاد التصويت مرة أخرى، لكن النفوذ الألماني فعل فعلته وراوغ إفريقيا ليؤجل احتضانها لنهائيات المونديال بأربع سنوات أخرى. أصداء من الدورة بلغ عدد مشاهدي نهائي كأس العالم 2006 بين فرنسا وإيطاليا مليار ونصف متفرج (رقم قياسي). كان قائد ونجم دفاع المنتخب الإيطالي فابيو كانافارو ثالث أكثر لاعب يخوض مباريات دولية في تاريخ إيطاليا عندما لعب مباراته المئة الدولية في نهائي المونديال أمام فرنسا، ولم يلعب مع المنتخب الإيطالي أكثر من كانافارو سوى قائد المنتخب الإيطالي السابق باولو مالديني (126 مباراة دولية) والحارس العملاق دينو زوف (112 مباراة دولية). جاءت عروض كانافارو في ثالث بطولة كأس عالم يشارك بها خالية تماما من الأخطاء، وذلك في أعقاب موسم رائع وثاني لقب على التوالي ببطولة الدوري الإيطالي مع نادي يوفنتوس. واعتمد المنتخب الإيطالي على كانافارو /32 عاما/ في مركز قلب الدفاع في بطولتي يورو 2000 و2004 وكذلك في دورة الالعاب الاوليمبية عام.1996 وهو ما مكنه بعد ذلك من الحصول على الكرة الذهبية كأحسن لاعب في العالم لعام 2006. أدار مباريات البطولة 10 حكام من أوروبا، وثلاثة من أمريكا الوسطى، وخمسة من أمريكا الجنوبية، وثلاثة من آسيا، وثلاثة من إفريقيا. لأول مرة إلى نهائيات البطولة وهي: أنغولا، ساحل العاج، غانا، توغو، ترينيداد وتوباغو، أوكرانيا، الجمهورية التشيكية وصربيا والجبل الأسود. نتج عن استضافة المونديال توفير نحو 9000 وظيفة دائمة على أقصى تقدير وقدر عدد حاملي التذاكر الذين قدموا إلى ألمانيا، بنحو 1.1 مليون شخص، وأنفق هؤلاء على السلع والخدمات والسفر والترفيه والطعام والوقود ما يصل إلى 1.2 مليار دولار.