تحولت نافورة الجامعة الجديدة للعلوم الإدارية والقانونية، بسعيد حمدين في العاصمة، إلى مسبح يقصده العشرات من الأطفال والشباب في مشهد يومي تطارده عيون الشرطة في ظل غياب المرافق وبحثا عن مكان للاستجمام. هروبا من أشعة الشمس الحارقة، اختار العشرات من الأطفال اللعب في نافورة المياه الواقعة بالجامعة الجديدة للعلوم الإدارية والقانونية بسعيد حمدين، بحثا عن مكان للاستجمام، حيث يتوافد هؤلاء كل صباح للسباحة في المياه العذبة في جو كله مرح، الأمر الذي أثار فضول آخرين يصطفون يوميا لمشاهدة منظر يعبر عن بؤس الأطفال. غير أن فرحتهم لا تدوم طويلا في ظل المطاردات التي يتلقونها يوميا من رجال الشرطة تحسبا لوقوع أي حادث أو أعمال شغب. أعين ”الفجر” رصدت المكان وتقربت من هؤلاء الأطفال للاستفسار عن سبب اختيارهم لهذا المكان الذي لا يصلح للسباحة أصلا، حيث أعرب جل هؤلاء أن ارتفاع درجات الحرارة وغياب مرافق للاستجمام ومسابح بالبلدية دفعهم إلى السباحة في هذه النافورة التي أخرجتهم من حالة الملل التي يعيشونها. استعراض.. وقفزات ولا أروع! وما زاد المشهد حيوية هي تلك القفزات والحركات البهلوانية التي يقوم بها الأطفال وكأنهم في شاطئ أو مسبح، حيث ساهم تموقع النافورة في جلب أنظار المارة وأصحاب السيارات، خاصة أنها تتواجد بالقرب من الطريق السريع، وهو الأمر الذي جعل بعض الأطفال يستعرضون عضلاتهم ومهاراتهم في السباحة رغم خطورة التصرف الذي يقومون به.. أصبحت هذه النافورة مسبحا عموميا يقصده الأطفال من الأحياء القريبة عندما تكون الشمس في ذروة حرارتها، ولا يتوانى هؤلاء عن أخذ صور وفيديوهات تذكارية يسترجعون بها لحظات طفولتهم مستقبلا. فظاهرة السياحة في هذا المكان أصبحت مألوفة كلما ارتفعت درجات الحرارة واشتد لهيب الشمس، خصوصا في هذه المنطقة البعيدة عن شاطئ البحر. وكم هي مضحكة المواقف التي يتعرض هؤلاء الأطفال أو السباحون إن صح التعبير، بعد سماع صوت سيارات الشرطة التي تترصد المكان لطردهم من المكان، حيث تلمح البعض وهم يفرون بسرعة البرق حاملين أقمصتهم خوفا من الوقوع في أيدي رجال الشرطة الذين يلاحقونهم.. وكأننا في لقطة من مشهد فيلم بوليسي أبطاله أطفال أبرياء همهم الوحيد الترفيه والاستجمام، وكأنهم يوجهون رسالة إلى السلطات مفادها توفير مرافق للعب والترفيه في يام العطلة الصيفية الحارة.