اعتبر المشاركون في مهرجان الشعر الشعبي والأغنية البدوية في طبعته الحادية عشر بتيسمسيلت، أنّ المرأة أبدعت في ولوج عالم الشعر، خاصة في الطابع البدوي والملحون. وقد استغرب بعض الشعراء بقاء بعض المسلمات راسخة بالأذهان كون الرجل له وحده الحق في كتابة الشعر دون المرأة، إلا أن الإبداع الحقيقي كسر تلك الطابوهات لتبرز شاعرات من الطراز الرفيع اجتحن القصيدة الشعرية بلمسة أنثوية. نورة كريبط: أدعو المرأة المبدعة لمواصلة كتابة الشعر النسوي دعت الشاعرة نورة كريبط، المرأة المبدعة على الاستمرار في كتابة الشعر النسوي، خاصة المحلون، باعتباره أصعب طابع فني، كاشفة أنها تخوفت من ردة فعل الجمهور الجزائري بعد رجوعها من الجماهرية الليبية، والتي اعتبرتها منعطفا مهما في حياتها الإبداعية، مشيرة إلى أن إصرارها على تكملت مشوارها الفني مع مساندة وسائل الإعلام السمعية التي اعتبرها فضاء حقيقيا منحتها فرصة للتواصل مع جمهورها، وإسماع شعرها الذي بعد عدة مهرجانات شاركت فيها وجدت الجمهور الجزائري أكثر الجماهير تذوقا لشعر الملحون. رابحي عبد القادر: لا أؤمن بوجود شعر لرجل وآخر للمرأة أكد رابحي عبد القادر، شاعر وأكاديمي، على وجود العديد من المسلمات الراسخة في ذهنيات، على أن الرجل هو من له القدرة على كتابة الشعر والمتن دون قدرة المرأة على فعل ذلك، مشيرا إلى قيامه بدراسة تحليلية في 2011 تحدث فيها عن التجنيس الشعر النسوي الجزائري المعاصر، وأبرز من خلالها على وجود اعتقاد على أن الفحولة مقتصرة على الرجل لا المرأة، وبالتالي للرجل فقط القدرة على التحكم في تقنيات الكتابة الشعرية.. مسلمات يراها رابحي خاطئة لابد من تجاوزها والخروج منها، لأن الإبداع هو المعيار الحقيقي لإبراز ملكات الفنان شاعرا كان أم كاتبا دون النظر إلى جنس أوصفته. عبد القادر حجو: التقاليد المفرطة قيدت الحرية الإبداعية للمرأة كشف الشاعر عبد القادر حجو، المدعو ”باشا”، من ولاية تيسمسيلت، والذي ترعرع في كنف فطاحلة الشعر الشعبي ك”بن طيبة” و”بن كريو”، على بروز عدد من الشاعرات اللواتي نافسن وتفوقن على نظرائهن من الرجال، معيبا على التخندق تحت ستار العادات والتقاليد لتقيد الملكات الفكرية لعديد من المبدعات بالولاية، دون أن تطفو مواهبهن إلى عالم الإبداع الشعري، داعيا في ذات السياق إلى محاولة خلق فضاءات ثقافية لشريحة النسوية من اجل إبراز قدراتهن الشعرية. ومن جهة أخرى، أكد محدثنا أن الشعر البدوي شهد حركة تجديد قوية على يد الجيل الجديد من الشباب، معترفا بهامشية كتاباته الشعرية وافتقادها لعنصر التوازن الشعري نظرا لافتقارها لتقنيات الكتابة الحديثة وعدم محاكاتها لمتطلبات المتلقي، مرجعا ذلك إلى عدم الاحتكاك بشعراء الجيل الجديد على شاكلة الشاعر قاسم شيخاوي وهني قاسم، واللذين - حسب ذات المتحدث - أعطايا نكهة خاصة للشعر الشعبي، أين أضفيا عليه نوعا من الحداثة والعصرنة.