تشهد أسعار سمك السردين بعين تموشنت في المدة الأخيرة لهيبا لم تعرفه من قبل، حيث بلغ سقف 600 دج للكلغ الواحد، بعد أن كان طبق العائلات ذوي الدخل الضعيف. ويرى أهل الاختصاص من بحارة وربان أن الثروة البحرية تتعرض إلى عوامل خارجية أساسها الأول اليد البشرية، حيث يذهب البعض منهم إلى أن الأوساخ والقمامات تساهم بشكل واسع في تقليص عمق الميناء ببني صاف، بالرغم بالدور والمجهودات التي تقوم به المديرية الوصية، إلا أن أهل الاختصاص يرونه ناقصا، أما الحديث عن البيئة فهو جانب من السياحة، وعلى سبيل المثال جزيرة رشقون وبصفتهم بحارة يمارسون الحرف الصغيرة ويلقون أصابع الاتهام إلى الذين يزورون هذه المناطق صيفا وشتاء ويرمون القمامة والقارورات البلاستيكية والحاويات البلاستيكية، في ظل الصمت الرهيب للجمعيات. يحدث هذا في الوقت الذي يعاني البحارة من مشاكل أخرى على غرار استعمال المتفجرات والتي تؤثر على الثروة البحرية والصيد في المناطق الممنوعة، حيث تتكاثر وتعيش تلك الأسماك، بالرغم من انعدام مصانع بعين تموشنت ترمي بسمومها مباشرة في عرض البحر كولايات أخرى، وبين هذا وذاك يتعرض البحر لأشكال عديدة من التلوث سببها الرئيسي ناتج عن النشاط البشري، من خلال تشغيل سفن والحوادث البحرية بمختلف أنواعها، ناهيك عن إلقاء مخلفات الصرف الصحي، وأخطرها النفايات غير القابلة للتحلل كالبلاستيك والمعادن السامة والمواد الكيماوية، وهو ما نجم عنه آثار سلبية على الثروة السمكية. وقالت إحدى المكلفات بمصلحة التنوع البيئي والأنظمة البيئية بمديرية البيئة، إن النفايات الموجودة تتمثل في النفايات المنزلية والملوثات السائلة مثل المياه القذرة، إلى جانب الزيوت الناجمة عن محركات السفن إلى جانب الأودية التي تصب في البحار. وحسب رئيس المصلحة بمديرية الصيد البحري، بادرت الجهات الوصية بإقحام الأقفاص العائمة بالمناطق الحساسة حتى نتجنب وصول السفن إلى تلك المناطق المحمية، وتبقى المحافظة على البيئة هي سلوك حضاري. من جهته، رئيس الجمعية الولائية الساحل الذهبي، السيد بن مداح حبيب، قال إن المحافظة على البيئة والمحيط هي مسؤولية الجميع بدءا بالبحارة والربان، في وقت أضحت الأوساخ والقمامات تساهم بشكل واسع في تقليص عمق الميناء ببني صاف بالرغم من الدور والمجهودات التي تقوم بها المديرية الوصية. من جهتها، مدرسة الصيد البحري تسعى إلى التكوين التي أوكلت لها المهام والتي تضم جميع ولايات الغرب، علما أن متصدر قائمة المتربصين ينحدر من ولاية تلمسان، فيما تعتمد المدرسة على أهل المهن من أخصائيين، وهو الشيء الذي يتوفر بمدرسة الصيد البحري لبني صاف، وبين هذا وذاك يمتد لهيب الأسعار إلى مادة السردين، وهو الطبق الذي يتماشى مع ذوي الدخل الضعيف، وهي ظاهرة يقول عنها الباعة المتجولون وأصحاب التجزئة إن الوضعية لا تساعد البائع ولا المستهلك، كون البائع يقتصر على بيع صندوق واحد على مدار اليوم، مع السعر المتواضع الذي يشجع المستهلك والبائع على حد سواء.