فرار 20 مريضا عقليا من مساكنهم العائلية واختفاء آخرين منذ أكثر من شهر أطلقت قوات الأمن المشتركة المختصة في مكافحة الإرهاب بولاية تيزي وزو، أمس، أكبر عملية بحث وتحقيق، على خلفية اكتشاف خلية مسلحة تقوم بتجنيد مختلين عقليا، ومصابين بأمراض نفسية، ومرضى التوحد، لاستخدامهم في تفجيرات انتحارية يتم التحضير لها بإقليم الولاية، وهذه الشبكة التي تتكون من حوالي 30 عنصرا، يشرف عليهم أربعة أمراء من تنظيم دروكدال. حسب ما كشفت عنه مصادر أمنية محلية ل”الفجر”، فإن مصالح الأمن المشتركة تحركت بناء على شكاوى وصلتها من طرف مواطنين كانوا قد فقدوا أقرباء لهم مختلين عقليا، منذ جوان المنصرم، ولم تظهر عنهم أي أخبار منذ أزيد من شهر كامل. وأضافت ذات المصادر أنه تم في المقابل تسجيل فرار ما لا يقل عن 20 مختلا عقليا آخرين، من مساكنهم العائلية، يجري البحث عنهم من طرف المصالح الأمنية المختصة، خصوصا وأن غالبية هؤلاء لا تتعدى أعمارهم الخامسة والثلاثين، ولم تستبعد ذات المصادر أن يكونوا قد تعرضوا للاختطاف بالقوة من طرف تلك العناصر المسلحة. وقالت ذات المصادر إن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لجأ إلى استهداف المختلين عقليا لسهولة الوصول من خلالهم إلى تنفيذ اعتداءات إرهابية جديدة بعيدا عن المراقبة الأمنية، وأيضا بسبب عزوف الشباب عن الانضمام إلى الجماعات الإرهابية، رغم محاولات شبكات الدعم والإسناد. وأضافت مصارنا أن الأجهزة الأمنية المختصة في مكافحة الإرهاب، ستشرع خلال الأيام القليلة المقبلة في حملات مداهمات مفاجئة لعدد من الأماكن المهجورة التي يشتبه في تحويلها إلى فضاءات لتلك الجماعات المسلحة التي تحاول الإفلات من قبضة مصالح الأمن وفك الحصار المفروض عليها، خصوصا بعدما راحت تتخذ من سكنات مهجورة قبلتها المفضلة لتجسيد مخططاتها الإرهابية، وتعمل مصالح الأمن المختلفة على توعية عائلات المختلين عقليا بضرورة التعامل مع منظمات المجتمع المدني بغية توفير حماية أوسع لهذه الشريحة وإرسالهم إلى مراكز عناية خاصة، لتفادي استعمالهم من طرف العناصر المسلحة وسيلة لتنفيذ اعتداءات إجرامية.