أكد الرئيس المالي، إبراهيم كايتا، أمس، بباماكو، أن الجزائر تبذل جهودا جبارة للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة المالية وفي كنف الوضوح والشفافية، وذلك في رسالة قوية على بعض الأطراف التي علقت سلبا على جهود الجزائر لحل الملف المالي. وقال الرئيس كايتا، عقب استقباله وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، أن ”الجزائر ما فتئت ليل نهار تبذل جهودا جبارة لنفهم أخيرا نحن الماليون أنه ليس هناك بديل للسلم، وأن الحل الوحيد الممكن والمرغوب فيه بالنسبة لبلدنا، هو التفاهم فيما بيننا وسيكون ذلك أحسن لكافة الأمة المالية”، مشيدا بالالتزام الثابت لرئيس الدبلوماسية الجزائرية في كنف الوضوح والشفافية لتسوية الأزمة المالية، وأشار إلى أنه تم الاتفاق مع الجماعات المسلحة حتى”، لا تتشتت جهودنا، ولنجد أنفسنا في الجزائر نتحدث عن المشاكل التي تخص بلدنا، وإن شاء الله التفاهم حول الأهم المتمثل في إعادة هيكلة حكامة البلد، والاستجابة للحاجيات الراهنة ليشعر الكل بالراحة التامة”. وأكد الرئيس المالي أنه ليس بإمكان أحد مباشرة تنمية بلد دون تحقيق السلم، مضيفا أن هناك لحظة يجب اغتنامها جميعا وفرصة كبيرة لمالي، ويجب أن يتعاون أبناء مالي من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب بيضا أو سودا كانوا لبناء هذا البلد، وقال أن ”الفضل في المسار الذي اجتزناه والمستوى الذي بلغناه يعود لأشقائنا من الجزائر”، مؤكدا أنه في ذروة الأزمة المالية بمختلف أشكالها ما فتئت الجزائر تقدم دعما متعدد الأشكال لمالي. ولدى تطرقه إلى المرحلة الأولى للحوار المالي المقررة في شهر جويلية الجاري بالجزائر العاصمة، أوضح الرئيس المالي أنه ”لن يتم تفويت هذا الموعد في أي حال من الأحوال”، مؤكدا أنه ”سنحضر هذا الموعد بكل سرور لتبادل الآراء مع أشقائنا لبناء مستقبل مشرق لنا جميعا”. وكان الوزير لعمامرة، قد أعلن في شهر جوان الفارط، أن المرحلة الأولى للحوار المالي ستطلق في شهر جويلية بالجزائر العاصمة، بوساطة جزائرية، وسيضم الحوار المالي الحكومة المالية مع ممثلي الحركات الستة الناشطة في مالي، وهي الحركة العربية للأزواد، والتنسيقية من أجل شعب الأزواد، وتنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة، والحركة الوطنية لتحرير الأزواد، والمجلس الأعلى لتوحيد الأزواد. ووقعت الحركة العربية للأزواد والتنسيقية من أجل شعب الأزواد، وتنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة، في جوان، على أرضية تفاهم أولية تهدف إلى إيجاد حل نهائي للأزمة المالية جددوا من خلالها تأكيدهم على الاحترام التام للسلامة الترابية والوحدة الوطنية لمالي. ومن جهتها، وقعت الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، والمجلس الأعلى لتوحيد الأزواد والحركة العربية للأزواد، على إعلان الجزائر الذي جددوا من خلاله على الإرادة في العمل على تعزيز حركية التهدئة الجارية ومباشرة حوار شامل بين الماليين.