أزاح فريق من العلماء الدوليين نهاية الأسبوع الماضي الستار عن آخر النتائج المتوصل إليها فيما يخص الخريطة الجينية لنبات قمح الخبز، وهو أكبر إنجاز في مجال البحوث الزراعية، كونه سيفتح الباب لاستنباط أصناف جديدة عالية الجودة من هذا المحصول، وبالتالي تحقيق الأمن الغذائي كخطوة غير مسبوقة من قبل. كشف باحثون دوليون ضمن كونسورتيوم دولي لبرنامج جينوم القمح أسسته عام 2005 مجموعة من منتجي القمح وعلماء النبات وخبراء تربية النبات، نهاية الأسبوع عن الخريطة الجينية لنبات قمح الخبز وهو إنجاز في مجال البحوث الزراعية، سيفتح الباب لاستنباط أصناف جديدة ذات جودة إنتاجية عالية من هذا المحصول الغذائي المهم، وقال عالم وراثة النبات في المعهد الفرنسي الوطني للبحوث الزراعية فريدريك شوليه، وهو أحد المشاركين في الدراسة أن هذا الجهد يجعل من اليسير تحديد الجينات المسؤولة عن صفات مهمة من الوجهة الزراعية منها حجم المحصول ومدى مقاومته للأمراض والآفات وصمود المحصول في ظروف الجفاف، وأضاف المتحدث ذاته: ”قمح الخبز محصول رئيسي، باعتباره أشيع المحاصيل انتشارا في كل أنحاء العالم والغذاء الرئيسي لثلث سكان العالم، إلا أن خريطته الجينية معقدة للغاية، وكانت تعد من الأمور المستحيل أو الصعب اكتشافها، ما يجعل هذا الإنجاز جوهري في مجال الأمن الغذائي والنهوض بالزراعة المستدامة في ضوء الزيادة السكانية والتغير المناخي”. وتضمن البحث الذي وردت نتائجه في دورية ”ساينس” نحو 60 بالمائة من جينات نبات قمح الخبز، وتشير تقديرات الباحثين إلى أن عدد جينات القمح يصل إلى 124 ألف جين وهو ما يمثل 40 ضعف لجينات الأرز وسبعة أضعاف جينات الذرى، وقال الباحثون أن عدد جينات القمح يعادل خمسة أضعاف جينات الإنسان، وتضمنت نتائج البحث أيضا إلقاء نظرة جديدة صبغيات القمح وعددها 21 صبغي، وأكد العلماء ضرورة استنباط أصناف جيدة من القمح، وجاء في بيان أصدره الباحثون بالكونسورتيوم ”يجابه العالم تحديات هائلة حيث تشير التقديرات إلى أن عدد سكان العالم سيتجاوز تسعة ملايير نسمة بحلول عام 2050، ويتعين زيادة إنتاج الغذاء بنسبة تتجاوز 50 في المائة دون التوسع في الرقعة الزراعية وذلك في مواجهة ظاهرة التغير المناخي وعدم توافر المخصبات الزراعية وندرة المياه وتراجع فاعلية مكافحة الآفات”.