دعا رئيس حركة حمس، عبد الرزاق مقري، أمس، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، للنطق صراحة ”أنا مع المقاومة الفلسطينية”، وإلى الضغط على نظام عبد الفتاح السيسي ”الذي أنقذه النظام الجزائري من الهاوية”، لرفع الحصار عن قطاع غزة وفق قوله، مشيدا بالإعانة المالية التي أرسلتها السلطات العمومية ”لكنها غير كافية نظرا لاحتياجات الأهالي المتزايدة”. طالب مقري، في كلمة بمناسبة الدورة الثانية العادية لمجلس شورى حركة مجتمع السلم، التي سبقها تنظيم وقفة تضامنية مع ضحايا قطاع غزة، أمام مقر الحركة بالعاصمة، ”الرئيس بوتفليقة بالتحدث صراحة والنطق بعبارة أنا مع المقاومة وباسم المجاهدين والشهداء الذي ضحوا بالنفيس، ويقول أيضا أنا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة كما قالها بومدين ذات يوم”، داعيا إلى أن تتصل السلطة بنظيرتها المصرية لرفع الحصار عن غزة من أجل التوقف عن هدم الأنفاق، ففي نظر مقري، الجزائر أنقذت نظام السيسي من الهاوية، مع تقديم مساعدات فورية إلى غزة، مبينا أن التشكيك في طرق وصولها إلى غزة لا يهم، ”فذلك من صميم عمل أجهزة الدولة”. وفي سياق ذي صلة، دعا مقري إلى ضرورة أن يكون للسلطات ”موقف سيادي يشكل عامل ضغط على الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية يؤدي إلى سحب السفراء الصهاينة من بلدانهم”، فضلا عن الاتصال بقيادة غزة، لتوفير احتياجاتها، ”ولو فعلت السلطة ذلك ستكون الحركة سندا لها”، حسب ما صرح به مقري. وتساءل رئيس حمس عن سبب ”التواطؤ والتحالف غير المسبوق بين الأنظمة العربية والصهاينة الذي أفضى إلى سقوط الأقنعة، بعد أن باتت أكثر حرصا من أوروبا وأمريكا على كسر المقاومة، مبرزا أهمية فهم أشمل وأوسع للمقاومة وأن لا يتم حصرها في حماس، وشدد على ”التعاطف والدعاء ومن لم يفعل فقلبه ميت”، وفق قوله، إلى جانب المساهمة عبر أشكال مختلفة في التعبير عن رفض الهجمة الصهيونية المتوحشة ودعم المقاومة بالمحاضرات والمسيرات والمقالات وغيرها، نصرة للمظلومين إلى جانب التبرع بالمال، بينما الواجب الآخر الذي يراه مقري ”مهما” فيتمثل في النضال السياسي من أجل تحريك الأنظمة التي تتعاطى بحيادية مع القضية الفلسطينية. ومع أنه رحب بتبرع الحكومة ب25 مليون دولار لقطاع غزة، إلا أنها لا تساوي شيئا في اعتقاده أمام احتياجات أهالي القطاع المحاصرين، مشيرا إلى تبرعات قطر ”السخية” التي رآها لدى زيارته مؤخرا لغزة. وفي الشأن السياسي الوطني أوضح مقري أن حمس لا مشكلة لها مع السلطة، وإنما مع استمرار التزوير ومشكل الحريات ومشاكل تبديد مقدرات الأمة من خلال الفساد والتبذير والفشل في تحقيق التنمية، مشيرا إلى مشاكل مستحدثة تتعلق بتحكم المال الفاسد في القرار الحكومي، وقال إن ”جماعة الشكارة والمقاولين أصبحوا يعيّنون الوزراء والمسؤولين”، في إشارة إلى إسقاط مدير سوناطراك من طرف رجل أعمال نافذ، كما أشارت مصادر إعلامية متطابقة، منتقدا ”تبعية” مواقف الدبلوماسية الجزائرية إلى مراكز خارجية لصنع القرار، وتراجعها في قضايا مثل حادث تحطم الطائرة المستأجرة من الجوية الجزائرية في مالي واستخراج الغاز الصخري.