"المال الفاسد أصبح يعيّن الوزراء ومن هم أكبر مسؤولية منهم" حصرت حركة مجتمع السلم "حمس"، مشاكلها مع النظام في 7 مسائل أساسية ترى أنّها ساهمت في توسيع "فجوة الخلاف"، التي منعت السماح للحركة والطبقة السياسية أن تصبح شريكا فعالا وسندا حقيقيا للنظام. واعتبر رئيس "حمس" عبد الرزاق مقري، مساعدات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الممنوحة لغزة (25 مليون دولار) "لاشيء"، ودعاه إلى مخاطبة الشعب الجزائري بنفسه وإعلان دعمه للمقاومة الفلسطينية أمام العالم. يرى عبد الرزاق مقري في كلمة افتتح بها أشغال الدورة العادية لمجلس الشورى الوطني، أمس، تحت شعار: “دورة شهداء غزة، أن “مشاكلنا مع النظام السياسي محصورة في سبع مسائل رئيسية، لكن النظام يتجاهلها اعتقادا منه أننا ننافس من أجل الكرسي فقط، بينما الأمر أعمق بكثير من هذا المنطق”. وقال مقري إن “أول وأهم المسائل أن النظام لا يسمح للقوى السياسية بتقديم مساعدتها في بناء الوطن وتطويره، ويقابل بسياسة كبت الحريات وعدم اعترافه بمبدأ التداول، فيما المسألة الثانية فنشّخصها في تبديد مقومات الأمة، من خلال الفساد والتبذير لذلك لسنا متفاهمين مع النظام”. وتابع رئيس “حمس”: “أما ثالثا من غير المعقول ولا المنطقي أنه بعد 15 سنة (يقصد فترة حكم بوتفليقة للجزائر) يصبح العنوان الرئيسي هو الفشل في تحقيق التنمية في كافة المجالات”، مشيرا إلى أن “المسألة الرابعة تتمثل في ظهور مشاكل جديد تتعلق أساسا بتحكم المال الفاسد في صناعة القرار وتعيين الوزراء ومسؤولين أكبر من الوزراء حتى لا نغوص في تفاصيل أخرى”. وتلخصت المسائل المتبقية التي تعتبرها حركة مجتمع السلم، عائقا أمام تحقيق شراكة حقيقية مع النظام، حسب مقري، في تراجع في السياسية الخارجية والجوانب الإيديولوجية، مشيرا إلى هذه الأخيرة عبر سؤال: “لماذا نحارب اللغة العربية؟ فلقد بلغنا أن وزيرة التربية تحرص على اللغة الفرنسية في تحرير مراسلاتها الإدارية”، فيما المسألة السابعة والأخيرة فتتعلق في “التضييق على التعاملات المالية”، وفقا للمتحدّث ذاته. وقي قضية العدوان الصهيوني على سكان غزة، دعا عبد الرزاق مقري، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إلى “التحدث بنفسه للشعب الجزائري ويقول: “باسم الثورة والشهداء أنا والجزائر بشعبها مع المقاومة الفلسطينية”، ويردد عبارة الرئيس الراحل هواري بومدين: “أنا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”. كما طلب رئيس “حمس” من بوتفليقة، “الضغط على أوروبا وأمريكا لوقف العدوان على غزة باسم المصالح التي ينتفعون منها في الجزائر، وكذا تحريك صوتها القوي في الاتحاد الإفريقي الذي استطاعت أن تعيد مصر إليه، من خلال طلب رؤساء دول إفريقيا إلى سحب سفرائها من إسرائيل”. واعتبر مقري أن “الاتصال بالقيادة السياسية في غزة مسألة ضرورية، تتم عن طريق الاستماع إلى مطالبها وتوفير الاحتياجات الملائمة في أسرع وقت ممكن، فضلا عن ربط اتصال آخر بالنظام المصري لفتح المعابر وعدم تهديم الأنفاق، إلى جانب إقرار مساعدات مالية لغزة والسلطة تعرف جيدا كيف يمكن أن تصل الأموال إلى غزة وسكانها، وكذا توجيه قوافل إغاثة كبرى فورا والسماح للجزائريين بالتعبير عن تضامنهم ضد العدوان عبر المسيرات والاحتجاجات وغيرها من صور المساندة”.