لا تزال المناطق الواقعة شرقي أوكرانيا تعيش على وقع المعارك العنيفة بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا، حيث أدت المعارك الدائرة صباح أمس الأربعاء في أحياء واقعة غرب دونيستك معقل الحراك الانفصالي، إلى سقوط قتيلين وفقا للسلطات المحلية.ومن جهته أكد فينسون كوشتيل رئيس المكتب الأوروبي لشؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة، أن القتال الدائر شرقي أوكرانيا أدى إلى نزوح 117 ألف أوكراني، حيث أعرب عن تخوفهم من تضييق القوات الأوكرانية الخناق على الانفصاليين في مدينة دونيستك التي ينقسم فيها المواطنون بين مؤيد للحكومة الأوكرانية ومعارض لها، ومن جانبه، نفى نائب السفير الأوكراني في الأممالمتحدة ألكسندر بافليتشنكو وجود أزمة إنسانية في أوكرانيا.كما حذر مسؤول بارز بالأممالمتحدة في الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الأمن من تدهور الأوضاع الإنسانية في شرق أوكرانيا نتيجة لشح الإمدادات في الطاقة والمياه، وتدمير المنازل وفرار العاملين في مجال الرعاية الصحية، وقال جون جينغ، مدير العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة أن العنف، وخاصة في المناطق الحضرية، سيعرض حياة الكثيرين للخطر وسيؤدي إلى ارتفاع أعداد القتلى ما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية، وأضاف ذات المتحدث أمام أعضاء مجلس الأمن أنه لا بد من التحرك الفوري للحيلولة دون حدوث ذلك، مشيرا إلى مقتل 1367 شخصا، ما بين مدني ومسلح، منذ بداية الصراع وحتى الآن، وأشار جينغ إلى أن قرابة أربعة ملايين شخص يعيشون في المنطقة تأثروا بالعنف، وأن إمدادات الكهرباء والمياه تعاني أضرارا واضحة، حيث تنقطع إمدادات المياه في دونيتسك ولوهانسك لعدة ساعات يوميا، وهناك نقص الإمدادات الطبية، ناهيك عن فرار نحو سبعين بالمائة من العاملين في مجال الرعاية الصحية.ويأتي الاجتماع، الذي عقد بطلب من روسيا، عقب وصول القتال في شرق أوكرانيا إلى دونيتسك، معقل المتمردين الرئيسي، حيث شهدت أحدث جولات الصراع، التي دارت مساء أول أمس الثلاثاء، تبادل القصف الصاروخي بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الحكومية، حيث تتهم أوكرانيا والدول الغربية روسيا بدعم التمرد بالأسلحة والجنود، وهو ما تسعى روسيا بشكل مستمر إلى نفيه.