أظهرت تقارير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" إن أسعار الغذاء العالمية تراجعت خلال الثلاثة أشهر الأخيرة للسنة الجارية على التوالي، بفعل انخفاض أسعار الحبوب والزيوت النباتية، في الوقت الذي تكشف أرقام وزارة التجارة الجزائرية بقاء الأسعار مرتفعة في السوق الوطنية خلال نفس الفترة. "الفاو" تؤكد انخفاضها بقرابة 2 بالمائة خلال الثلاثي الأخير من السنة الجارية سجلت أسعار المواد الغذائية تراجعا ملحوظا خلال الثلاثي الأخير من السنة الجارية نتيجة تراجع أسعار الحبوب والزيوت على المستوى العالمي، فيما تبقى الأسعار مستقرة في الارتفاع بالجزائر، إذ لا ينعكس هذا الانخفاض على أسعار المواد الغذائية في بلادنا، ولا يشعر به المواطن في الأسواق. وحسب تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ”فاو” حول مؤشر قياس تغيرات الأسعار الشهرية لسلسة الحبوب والبذور الزيتية والألبان واللحوم والسكر، فقد تم تسجيل 206 نقطة في متوسط الأسعار خلال شهر جوان الماضي بانخفاض قدر ب3.8 نقطة أي ما يعادل 1.8 بالمائة عن شهر ماي الفارط، حيث انخفض الرقم بنحو 6 نقاط في متوسط السعر أي ما يعادل 2.8 بالمائة مقارنة ب2013. وفيما يتعلق بأسعار الحبوب فقد قدرت ب196.2 نقطة في المتوسط في جوان الماضي، أي بانخفاض يقدر ب10.9 نقطة، وهو ما يعادل 5.2 بالمائة، وذلك من خلال قراءة معدلة بلغت 207.0 نقاط خلال شهر ماي الماضي. وأرجعت منظمة الأغذية والزراعة ”فاو” أسباب الانخفاض، إلى التراجع الذي عرفته أسعار القمح والذرة خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث تم تسجيل هبوطه ب7 بالمائة، بالإضافة إلى العوامل المناخية التي ساهمت في انخفاض الأسعار، ومع ذلك فإن الأسعار العالمية ليست بعيدة عن ذروتها التاريخية، الأمر الذي يتسبب في تأثير هذا الانخفاض على أسعار التصدير نتيجة لبرنامج تايلاند لمشتريات الأرز، وانحسار المخاوف من تعطيل صادرات أوكرانيا. وفي ذات الصدد رفعت ”فاو” توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي لهذه السنة، حيث تراوح ما بين 21.5 مليون طن إلى 2.478 مليار طن، وهذا راجع إلى تحسن مردود إنتاج الذُرة خلال 2014. من جهة أخرى عدلت منظمة ” فاو” تقديراتها لمخزونات الحبوب العالمية في نهاية موسم القادم لسنة 2015 إلى 604 ملايين طن بزيادة 28 مليون طن عن التقديرات المقدمة سابقا، مضيفة أنها تتوقع أن يبلغ إنتاج القمح العالمي هذا العام 702.7 مليون طن، بزيادة طفيفة إلى 701.7 مليون طن في توقعات خلال شهر ماي الفارط، أي بانخفاض 1.8 بالمائة عن محصول العام الماضي الذي سجل مستوى قياسيا. تراجع أسعار المواد الغذائية على المستوى العالمي وتوقعات بوفرة المحصول من جهة أخرى كانت قد كشفت المنظمة عن تراجع أسعار المواد الغذائية انخفاضا للشهر الرابع على التوالي في جويلية الماضي نتيجة انخفاض حاد في الأسعار العالمية للذرة والقمح وزيت البذور، مرجعة هذا الإنخفاض إلى إمدادات وافرة من هذه السلع. وذكرت شيرلي مصطفى الخبيرة الاقتصادية بالمنظمة بأن انخفاض الأسعار العالمية للذرة والقمح يعكس توقعات إنتاج ممتازة، وتتوقع إمدادات وفيرة للتصدير في موسم التسويق ل2014-2015. في المقابل أشار مؤشر أسعار الأغذية في المنظمة إلى أن أسعار الأرز ارتفعت مع تجدد الطلب على الواردات خاصة أن مبيعات تايلاند من الاحتياطيات العامة ظلت معلقة. وأضاف تقرير منظمة الفاو أن أسعار اللحوم ارتفعت بسبب الطلب في آسيا وخاصة في الصين في حين بقي سعر السكر متقلبا.