سطع نجم الفنان التونسي صابر الرباعي فوق سماء مدينة كويكول الأثرية، فكان بلبل السهرة الرابعة بامتياز في ليالي مهرجان ”غزة الصمود” حيث أمتع وأبدع وسافر بالجمهور إلى أصالة الفن وحداثته بآدائه القديم المتميز والجديد الراقي. غنى للوطن، كما غنى للقومية وغنى للجزائر كما غنى لتونس وغزة، أمتع قريحة الجماهير بأدائه المتميز المصحوب بحركات ساحرة، فصنع التميز ب”بلادي” و”عاشت غزة” و”مانسينا” مرورا ”ببرشة ” و”أجمل نساء الكون” و”الحياة كدا” وغيرها من الروائع التي تفاعلت معها الجماهير الوافدة من مختلف ربوع الوطن، ابن الخضراء تونس توقف مطولا في ايحاءات العلاقة المتميزة بين تونس والجزائر فزادها ترصيعا اللهجة المتقاربة بعدما قرر الغناء بكلاهما ،فبالتونسية والجزائرية أمتع الحضور الذي عرف تقارب في عدد الوافدين إلى مسرح كويكول الأثري. ساعة ونصف كانت كافية لان يحط صابر الرحال في محطات حياته الفنية بمقتطفات غنائية متميزة أعطت للقديم والجديد حيزا جادا، قبل أن يفسح المجال ل ”طيور العلمة ”وآداء ابن الولاية سطيف ”صالح العلمي” الذي غنى للفرح والوطن وأعطى للتضامن عنوانا آخر ب”الصراوي” أو الموال السطايفي كما يسمى. الطابع الجزائري تواصل في إحياء السهرة الرابعة فكانت فرقة آمزاد ”ترامواي” العصر الذي قاد الجمهور إلى عمق الصحراء وأصالة الفن الصحراوي الذي صنع لنفسه هو أيضا العالمية لما كان متنفس الامريكيين والكنديين وجميع الأوروبيين، هذا وأدى كل من فوزي الحامي والفنان فريد حوامد أجمل أغانيهم والجميع اتفق على كلمة واحدة ترددت بين جنبات الحفل ”معك فلسطين ظالمة أو مظلومة”، ليسدل الستار على ليلة ليست ككل الليالي أملا في تواصل الإبداع إلى آخر سهرة من سهرات جميلة الحامل لقضية الأمة.