تعجب المحلل الأمني، بن جانة، من سياسة الكيل بمكيالين فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، حيث تعلن الحرب على الإرهاب من جهة وتدعمه من جهة أخرى عن طريق إمداده بالأسلحة ودفع الفدية ومقايضة إطلاق سراح إرهابيين بتحرير رهائن، ما يوفر موارد مالية ويؤثر على مساعي تجفيف منابع الإرهاب والمقاربة الجزائرية في تجريم دفع الفدية. قال المحلل الأمني، اعمر بن جانة، إنه يجب أن تكون مساعي المنظومة الدولية في محاربة الإرهاب بعيدا عن سياسة الكيل بمكيالين التي تعتمدها الدول الكبرى، بإظهار حسن النية والعمل على تجفيف منابع الإرهاب خاصة بعد تحالف الجهاديين مع بارونات السلاح والمخدرات وتجار البشر، والانتشار الكبير للسلاح على نطاق واسع بمنطقة الساحل بعد التدخل العسكري في ليبيا. وتعجب بن جانة من الاستراتيجة التي تعمل بها بعض الدول التي تحارب الإرهاب من جهة وتتدخل بقواتها في دول أخرى ولكن تدعم الجهاديين بالأسلحة من جهة أخرى، وما يجري في سوريا مثال حي على ذلك، لافتا إلى أن ما يحدث الآن مخطط له، حيث أن أمريكا حددت ثلاث مناطق، الأولى بأفغانستان، والثانية باليمن وما جاوره، والثالثة بمنطقة الساحل. وشدد بن جانة على أن الهدف من التدخلات العسكرية في هذه المناطق هو العمل على خلق بؤر توتر، وأن ما تعانيه منطقة الساحل الآن هو التدخل العسكري في ليبيا في محاولة لنقل الصراع إلى الجزائر، واستهداف حقل الغاز في تيڤنتورين خير دليل، مشيرا إلى كميات الأسلحة، التي أحضرتها فرنسا إلى جبال مالي رغم أن المنطقة لا تحتاج إلى أسلحة، مع كميات الأسلحة، التي تم تهريبها من مخازن القذافي. ومن جهة أخرى اعتبر بن جانة مقايضة إطلاق سراح إرهابيين بتحرير رهائن أمرا غير مقبول لأنه يساعد الحركات الإرهابية على بناء نفسها واستعادة عناصرها، وأكثر من ذلك إطلاق مجموعة مقابل إطلاق سراح عنصر أو عنصرين.