قررت وزارة التربية الوطنية تخفيف المحفظة المدرسية لتلاميذ طور التعليم الابتدائي، بنسبة لا تتعدى 30 في المائة. وقالت بن غبريط إنه لا يمكن الاستغناء عن جميع المواد المبرمجة للتلاميذ في هذه الفترة، كونها مرحلة جد أساسية للاستيعاب التلاميذ مختلف البرامج التعليمية التي تعتبر ركيزة وقاعدة أساسية للتكوين الجيد لهم علميا وتربويا. 70 بالمائة من الإعاقات الجسدية ناتجة عن ثقل المحفظة وحسب تعليمات وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، فإن قرار إعادة النظر في الملف المطالب به من طرف نقابات التربية ولا سيما منها اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، بشأن تخفيف وزن المحفظة المدرسية لتلاميذ الطور الابتدائي، لن يتعدى 30 في المائة. وأضافت بن غبريط أن التخفيف من وزن المحفظة المدرسية سيكون بنحو 30 في المائة عما كان عليه خلال السنوات الماضية، وأن المؤسسات التعليمية مجبرة على توزيع الحصص التعليمية، حسب المواقيت المخصصة لكل مادة طيلة الأسبوع والنقص من عددها في اليوم، بعد أن كان الأستاذ يدرس ما يزيد عن 06 مواد يوميا ويتمكن التلميذ بهذه الطريقة بحملّ الكتب الخاصة بالمواد التعليمية المدروسة في كل يوم خلال الفترتين الصباحية والمسائية. من جهته كشف اتحاد أولياء التلاميذ أنه كان يتوقع أن يصل التخفيف إلى 50 في المائة وجاء قرار بن غبريط حول تخفيف وزن المحفظة المدرسية لتلاميذ التعليم الابتدائي بعد النداءات المتكررة في كل لقاء وخلال كل إضراب من طرف نقابات التربية، لا سيما منها جمعيات أولياء التلاميذ، وهذا بسبب معاناة العديد منهم والتي وصلت في غالب الأحيان إلى إعاقات جسدية ونفور من المدرسة، حيث أكد رئيس جمعيات أولياء التلاميذ خالد أحمد أنه سبق وأن تم طرح الملف على وزارة التربية الوطنية. وكان أولياء التلاميذ يطالبون بأن يصل التخفيف إلى 50 في المائة، مشيرا إلى أن قرار الوزيرة لم يلب بدرجة كبيرة مطالب النقابة والتلاميذ. وأضاف خالد أحمد أنه من أهم القضايا التي تم عرضها على وزيرة التربية الوطنية مطلب التقليص من حجم الكتب المدرسية بنسبة 50 بالمائة، بعد استشارة اللجان البيداغوجية ولا سيما في السنوات الأولى للطور الابتدائي التي ”لا يحتاج فيها التلميذ إلا لمعرفة القراءة والكتابة والحساب مثلما تقرّه مناهج التعليم العالمية”، مضيفا أن أغلبية المعلمين يشترطون في هذه الفترة استعمال الكراريس ذات السمك الكبير ليصل الوزن الإجمالي لمحفظة التلميذ في السنة أولى ابتدائي إلى ما يزيد عن 10 كلغ، وهو ما سبب العديد من إعاقات جسمية للكثير منهم - يضيف محدثنا - وهذا راجع إلى عدم قدرة التلاميذ في مثل هذا السن الذين لا يتعدى وزنهم الجسدي 20 كلغ رفع محفظة تتعدى نصف وزنهم. كما أرجع خالد أحمد انتشار ظاهرة التسرب المدرسي في سن مبكرة إلى عدم توفير الظروف الملائمة للدراسة نظرا لما تعانيه المدرسة الجزائرية من غياب الترميم وسوء أوضاع الدراسة واكتظاظ داخل القسم الواحد وانعدام وسائل التدفئة، خاصة في العديد من الولايات الداخلية، ناهيك عن كثافة البرامج التعليمية وعدم قدرة استيعابها. ثقل المحفظة يشكل 70 بالمائة من الإعاقات الجسدية للتلاميذ وفي سياق ذي صلة أكد ذات المتحدث أن ما يزيد عن 70 في المائة من التلاميذ في الجزائر يعانون من مشاكل صحية من جراء المحافظ الثقيلة ذات كتب ودفاتر وكراريس كثيفة، وهو ما ينتج عنه آلام في الظهر، وعادة ما يصل الأمر إلى اعوجاج على مستوى العمود الفقري، مضيفا أن الحقائب الثقيلة تكون دائما وراء تعب الأطفال وإرهاقهم خاصة بعد قطع مسافة طويلة ذهابا إلى المدرسة، وهو ما يقلل من درجة التركيز داخل القسم. للإشارة سبق وأن حذّرت دراسة أجرتها الهيئة الوطنية لحقوق الطفل في الجزائر من حمل الحقائب الثقيلة، لما لها من ضرر على صحة وأجسام الأطفال، وبخاصة على ظهورهم وعلى عمودهم الفقري الذي يصيبه الضرر والاعوجاج، بسبب الحمل اليومي لأكثر من عشرة كيلوغرامات من الكتب، فهي تجعل أطفال المدارس عرضة للإجهاد العضلي المتواصل، معتبرة أن السلوك خاطئ ويؤدي إلى الإصابة بداء السكوليوز الذي يسببه ثقل المحافظ وتكمن خطورته في أن أعراضه لا تقتصر على آلام الظهر فقط، بل تتسبب في الإرهاق والتعب بسبب ضيق القفص الصدري من الجهة المقابلة للاعوجاج الذي يضغط على الرئة، إضافة إلى تشوه شكل الجسد وظهور الحدبة. وقد تبين أن هذا الداء كثير الانتشار في أوساط المتمدرسين من تلاميذ المدارس الابتدائية.