عبر مواطنو قريتي بومعد وتامدنة عن استيائهم من النقائص المرتبطة بالطريق المؤدي للمنطقتين، على مسافة 2.5 كلم، حيث تمت تهيئته وتعبيده مؤخرا دون احترام المعايير التقنية المعمول بها، حسب ما جاء في مضمون شكوى السكان الموجهة لوالي جيجل. أكد قاطنو القريتين المذكورتين أن المقاول الذي تكفل بتهيئة الطريق لم يحترم المعايير التقنية، وكذا تعهداته بتعبيد الطريق بكيفية جيدة، من ذلك عدم توسعة عرض الطريق في محاور عديدة، إذ يصعب على مركبتين أن تتقاطعا عبرها، وعدم إنجاز المجاري المائية بشكل ملائم، أما عملية التزفيت فقد كانت تتم خلال العطل الأسبوعية، وفي بعض الأحيان ليلا، ما حرم الجهات المسؤولة من حضور العملية على غرار مكتب الدراسات، المخبر، والمصالح التقنية. والأكثر من ذلك، فإن سكان المنطقة استنكروا نوعية الزفت، حيث قالوا بأنه أقرب إلى ماء أسود، ودليلهم في ذلك عدم التصاقه بالحصى، ناهيك عن سمكه الذي لا يتعدى 2 سنتيم، حسب ما ورد في شكواهم. والأكثر من ذلك أن ممثلي سكان القريتين اتهموا مسؤولي البلدية والمصالح التقنية بالتواطؤ مع المقاول على خلفية صمتهم وعدم تحركهم بالرغم من عديد الشكاوى المقدمة لهم. وقد ناشد سكان المنطقتين والي الولاية التدخل العاجل وإنصافهم بفتح لجنة تحقيق للتأكد من الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة، من ذلك عدم تسديد مستحقات المقاول الذي أسند له هذا المشروع إلى غاية الانتهاء من أشغاله واستدراك التحفظات القائمة. وأضاف ممثلو سكان بومعد بأن العزلة قد أثرت على الميادين الأخرى، لكون المنطقة تخلو تماما من أي مرفق صحي، إذ يضطرون للتنقل إلى قاعة علاج مركز البلدية أو العيادة متعددة الخدمات بمنطقة الشوف، رغم متاعب البعد والأعباء المالية التي تدفع لأصحاب سيارات الفرود، خاصة وأن القرية لاتزال غير مغطاة بخط للنقل، كما يجد معلمو المدرسة الابتدائية، القاطنون خارج القرية، صعوبة كبيرة للوصول إلى المؤسسة، التي لاتزال في حاجة إلى ترميم ودعم. أما تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي، فيتنقلون مشيا على الأقدام إلى أشبو، مركز البلدية، انطلاقا من مقار سكناتهم بالقرية، ولحد الآن تبقى ذات القرية تعاني من انعدام شبكة المياه الصالحة للشرب وكذا شبكة الصرف الصحي، ما ينذر بتلوث المحيط وفساد بيئة هذا التجمع السكاني المستفيد فقط منذ الاستقلال من الكهرباء وبعض السكنات الريفية. من جانب آخر، أبرز عضو بالمجلس الشعبي البلدي بأن قرية بومعد كغيرها من قرى البلدية قد استفادت من برامج تنموية ولم يتم تهميشها، وليس أدل على ذلك من التغطية 100 بالمائة بالكهرباء وتهيئة الطريق بالكامل، ناهيك عن استفادة العشرات من السكان من السكن الريفي. ،وقد تخلصت مؤخرا المنطقة من العزلة بعد إعادة تهيئة الطريق، حيث تمت العملية بحسب الغلاف المالي المخصص له.