خرجت الصحف الكتلونية وقبلها المدريدية متكهنة بالتشكيلة والخطة التي سيختارها المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي لمباراة فريقه ريال مدريد في ظل غياب النجم البرتغالي كرستيانو رونالدو أمام ريال سوسيداد في المرحلة الثانية من بطولة الدوري الاسباني. وكانت جميع التوقعات تشير إلى اللعب بخطة 4-3-1-2 على أن يشكل خط الوسط كل من خضيرة وتوني كروس ومودريتش وجيمس رودريجيز كصانع ألعاب وفي الهجوم كل من جاريث بيل وبنزيما. لكن الحقيقة جاءت مغايرة باسم واحد فقط إلا أن هذا التغيير كان له الوقع السلبي الأكبر على شكل وأداء الفريق لتؤول المباراة إلى خسارة مفاجئة ومذلة برباعية مقابل هدفين، فدخول إيسكو منذ البداية كان كارثياً من الناحية التكتيكية. ولنبتعد عن الغوص عميقاً فيما حدث بالتفصيل دعنا نلخص أن إيسكو لم يقدم ما يلزم سواءً من الناحية الهجومية أو الدفاعية، وحقيقة ليس عدلاً أن نلقي اللوم على اللاعب فالخطأ هو فيمن اختاره لبدء هذا الانتحار. ايسكو والذي من المفترض أن يكون المساند الأول لمارسيلو على الجبهة اليسرى كان في الواقع غائباً تماماً وفشل فشلاً ذريعاً في تأدية المهام الدفاعية، فباعتباره لاعباً ذو نزعة هجومية كبيرة لا يمكن أن تتوقع منه في كل مرة أن ينجز المهمة الدفاعية على أكمل وجه كما فعل في عدد من مباريات الموسم الماضي، فأنشيلوتي مصر على إشراكه في غير مركزه، أضف إلى ذلك أنه ليس صاحب خبرة كبيرة. ضياع إيسكو بين الدفاع والهجوم بعثر أوراق باقي لاعبي الفريق وبالأخص جيمس رودريجيز الي لم يجد الحرية الكافية للتحرك في المساحات خلف المهاجمين وتأدية وظيفته كما يجب، فتقدم إيسكو غير الضروري على الجناح الأيسر اقتصر دور رودريجيز وحجمه لأن يلعب فقط على الجبهة اليمنى وأحياناً منتصف الملعب ما سهل من مهمة الخصم في مراقبته، في وقت من المفترض أن يكون فيه النجم الكولومبي لاعباً حراً في منتصف الملعب.