أعرب لجنة تحكيم المهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته التاسعة، التي أسدل الستار على فعالياتها أول أمس بالمسرح الوطني الجزائري بشطارزي في العاصمة، عن سخطها للأداء الهزيل والعروض ال17 الضعيفة التي دخلت منافستها الرسمية طوال 12 يوما. عقب قراءتها للتوصيات المنتقدة لأداء الفرق الذي لم يكن في المستوى المنتظر كما قالت اللجنة، قدمت مجموعة من التوصيات الشديدة اللهجة عكست قلقها إزاء الحيل التي مال إليها المسرحيون في تقديم مسرحياتهم. وعليه جاء في بيانها ”تولدت لدينا قناعات متناقضة ومتباينة تتراوح بين الرفض الكلي والمطلق أو القبول بتحفظ. لقد لاحظت لجنة التحكيم أنّ الأعمال المقدمة لم ترق للمستوى المرجو والمنتظر من مسارح توفرت لديها جميع الإمكانيات سواء كانت مادية أو معنوية”. ومن جملتها أنّ المشاركين استعانوا بالكوريغرافيا المفرطة التي وظفت في غير محلها في عدّة أعمال، وكذا الاعتماد الخدع البصرية الركائز الأساسية للمسرح من تمثيل أداء وكتابة وصوت. وحجبت اللجنة التي ترأسها سعيد بن سلمى الجائزة الكبرى المتمثلة في ”أحسن عرض متكامل” للأسباب السابقة، وبالتالي أوصت في السياق بضرورة التركيز عليها مستقبلا، على غرار التكوين والاهتمام بالشق الفني والتقني للابتعاد عن الكوريغرافيا والخدع البصرية. كما طالبت اللجنة بضرورة تنظيم مهرجانات جهوية تصفوية من أجل التواجد على ركح بشطارزي إلى جانب ضرورة احترام زمن المسرحية على أن لا يقلّ عن 70 دقيقة، إضافة إلى دخول المنافسة الرسمية بمسرحيات جديدة وحديثة. من جهته قال الممثل العام لوزارة الثقافة، رابح حمدي، أنّ المهرجان أصبح علامة مميزة في المشهد الثقافي الجزائري، وأحدث ديناميكية ملفتة تسعى الوصاية لترسيخها لاحقا، وأن تتواصل لتجمع التنوع الثقافي من كل مشارب الوطن. وأكدّ حمدي أن الحدث الثقافي من شأنه أن يثري المنجز الإبداعي الجزائري، مشيرا أن الرهان هو إمتاعهم وإسعادهم، وحيّا أيضا أهل غزة التي دائما تبقى في القلب. بدوره أشار محمد يحياوي محافظ المهرجان أنّ المنافسة كانت شريفة ومن لم يتوج يكفيه نيله حبّ الجمهور الذي صفق له طويلا، فاليوم الفنان يصان بالإضافة إلى تكريمه. وأكد المحافظ أنه يرحب بانتقادات الجميع ويستمع لأصدائهم، لبناء حلم فني متكامل، وأشار أن ختام الدورة التاسعة للمهرجان هي بداية لموسم مسرحي قوي وفعال بمستوى العروض التي مرت عليها أدوات نقدية ناجعة. وتخلل حفل الختام تقديم لوحة شعرية كوريغرافية عن غزّة الجريحة وقعتها عدّة أصوات زاوجت بين المسرح والشعر رافعة راية التحية والاعتراف لغزة الجريحة، التركيب الشعري ”تحية إلى غزة” أشرف عليه حيدر بن حسين وقرأ نصوصها الشعرية كل من سفيان عطية عفاف فنوح، عبد الله جلاب، احمد دهان ومحمد الطاهر الزاوي. استعار التركيب كلمات أحمد مطر ليمزجها بإبداعات حيدر بن حسين ومحمد الطاهر الزاوي، مجسدا لوحات فنية كانت فيها غزة حاضرة جرحا مكابرا وانتصارا مؤجلا. على صعيد التتويجات، تم حجب جائزة أحسن عرض متكامل، فيما عادت جائزة أحسن إخراج لحسان بوبريوية عن عمله ”المذبحة” لمسرح سكيكدة الجهوي، وفاز بأحسن نص مسرحية ”ليلة إعدام” للمخرج سفيان عطية من تعاونية ”كفانا” من برج بوعريريج، أمّا أحسن ابداع موسيقي فعادت ل حسان لعمامرة عن مسرحية ”الأجداد يزدادون شراسة” للمسرح الجهوي سيدي بلعباس، وأحسن سينوغرافيا لعبد الرحمن زعبوبي عن مسرحية ”ليلة غضب الآلهة” للمسرح الجهوي باتنة، أحسن أداء نسائي واعد: بلحسين أمينة عن مسرحية ”نوار الصبار” – المسرح الجهوي وهران، أحسن أداء رجالي واعد: ناموس علي عن مسرحية ”المذبحة” للمسرح الجهوي سكيكدة، أحسن نسائي ثانوي: نوارة براح عن مسرحية ”الكلمة الثالثة” للمسرح الجهوي قالمة، أحسن أداء نسائي رئيسي: عديلة سوالم عن مسرحية ”الكلمة الثالثة” – المسرح الجهوي قالمة، أحسن أداء رجالي ثانوي: هشام قرقاح عن مسرحية ”في انتظار المحاكمة” – المسرح الجهوي عنابة، أحسن أداء رجالي رئيسي: سمير أوجيت عن مسرحية ”ليلة غضب الآلهة” – المسرح الجهوي باتنة، جائزة لجنة التحكيم منحت للكوريغرافي رياض بروال عن مسرحية ”ليلة غضب الآلهة” المسرح الجهوي باتنة.