يقدم العرض الشرفي الأول للفيلمين التاريخيين ”كريم بلقاسم” و”العقيد لطفي” لمخرجهما أحمد راشدي خلال شهر نوفمبر القادم، ويندرج هذا الإنتاج السينمائي في إطار المشاريع السينمائية التي برمجتها وزارة المجاهدين للاحتفال بالذكرى ال50 للاستقلال، بهدف المساهمة في تسليط الضوء على المسار النضالي لرجالات الثورة التحريرية بعيون الفن السابع. يتطرق فيلم”بن علي دغين” الملقب بالعقيد لطفي الذي جسد دوره الممثل يوسف سهايري، إلى مسيرة الشهيد كمناضل في صفوف جيش التحرير الوطني، وكمثقف متبصر وكمستشار لرئيس أول حكومة جزائرية مؤقتة فرحات عباس في تلك الحقبة، الأمر الذي صقل شخصية العقيد لطفي وميزها عن أقرانها بالرغم من مسيرته النضالية القصيرة خلال الثورة التحريرية. وسيتم بالتوازي عرض فيلم ”كريم بلقاسم” الذي يتناول هو الآخر نضال ”كريم بلقاسم” منذ العام 1945 إلى غاية مفاوضات الاستقلال، حسبما صرح به أول أمس وزير المجاهدين الطيب زيتوني خلال استضافته ببرنامج ”ضيف الأولى” الذي بثّ على أمواج القناة الإذاعية الأولى، مشيرا في السياق ذاته إلى أنّ الفيلمين التاريخيين من إخراج أحمد راشدي وإنتاج وزارة المجاهدين بالتنسيق مع ”آرفيلم تيليسينكس” و”بي آم أ برود كوم”. وأكدّ المتحدث أنّ فيلم ”العقيد لطفي” استغرق حوالي 22 أسبوعا للانتهاء من مرحلة التصوير والتركيب ومرحلة ما بعد الإنتاج، حيث تم تصوير مشاهد العمل بكل من العاصمة إلى جانب عدد من الدول العربية والأجنبية، على غرار تونس، القاهرة وسويسرا. في انتظار البت في تصوير فيلم خاص بمسيرة الشهيد العربي بن مهيدي، على حد قوله. للإشارة، ولد دغين بن علي بودغن. المعروف بالعقيد لطفي، في 5 ماي 1934 بولاية تلمسان، أين زاول تعليمه حتى عام 1948، بعدها غادر الجزائر إلى مدينة وجدة المغربية، غير أنه ما فتئ أن غادرها ليلتحق بالمدرسة الفرنسية الإسلامية قبل الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني خلال أكتوبر العام 1955 بالمنطقة الخامسة، اد كان الكاتب الخاص للشهيد ”سي جابر”، عندها برزت قوة شخصيته، حيث أوكلت له عدة مسؤوليات بجنوب البلاد، أين أظهر قدرات تنظيمية عالية، الأمر الذي جعله يتولى مسؤولية المنطقة الثامنة وحصوله على الترقية إلى رتبة نقيب ثم رائد العام 1957، حينئذ حمل لقب لطفي عوضا عن إبراهيم، اسمه الحربي الأول. وخلال عام 1958 تم تعيين دغين بن علي بودغن على رأس قيادة الولاية الخامسة التاريخية برتبة عقيد، وفي طريق العودة من المغرب إلى منطقة بشار بمعية عدد من رفاقه سقط العقيد لطفي شهيد في ال 28 مارس 1960 إثر اشتباكات مع الاحتلال.