اعترف زكي الصالح، لاعب الاتفاق الدولي السابق مدير المنتخب السعودي لكرة القدم الحالي، بأن الكرات العرضية والالتحام مشكلة المنتخب السعودي الحالية.. وهو في واقع الأمر لم يأتِ بجديد، فقد سبقه المحللون والإعلاميون في الإشارة إلى هذا الخلل، بل إن هذا الخلل كان مؤرقا لتشكيلات سابقة للمنتخب السعودي حتى في ظل وجود عمالقة الدفاع السابقين، لكن كلمة الكابتن زكي الصالح مهمة؛ لأنه ضمن الجهازين الإداري والفني للفريق السعودي، وعلى اعتبار أنه يجاور المدرب الأول لوبيز كارو. وتردد في ذات السياق أن زكي الصالح سيقدم تقريرا متكاملا عن معسكر لندن ومباراة أستراليا، وسيناقش وضع المنتخب؛ في الاجتماع المقبل للاتحاد برئاسة أحمد عيد، وقد يكون وضع المدرب أهم بنود الاجتماع، على اعتبار أن ثمة أغلبية من أعضاء الاتحاد، كما تردد، غير راضين ولا مقتنعين باستمرارية المدرب الإسباني الحالي. وكنت تناولت الشأن الفني وأداء المنتخب بالتفصيل بعد مباراة أستراليا، وأشرت إلى أخطاء لوبيز فيما يتعلق باختيار العناصر وعدم التوفيق في التعامل مع مجريات المباراة، مؤكدا وجود فارق فني بين الفريقين السعودي والأسترالي. ومع أن لوبيز لم يكن موفقا، على عكس مباريات سابقة له، فإنني أرى أن المشكلة أكبر من مجرد تغييرات عناصرية، صحيح أن المنتخب كان بمقدوره أن يظهر على نحو أفضل، خاصة من الجانب النفسي والذهني، وكان بالإمكان أفضل مما كان، لكن واقع المنتخب ليس مجرد أن فلانا لعب وفلانا لم يلعب، ذلك أن الكرات العرضية تتجذر في التقنية الجماعية للفريق وتعد امتدادا لمشكلة فنية سعودية طويلة العمر. تقول إحدى الدراسات: إن متطلبات كرة القدم الحديثة تتمثل في ”القوة البدنية، والوعي وفهم اللعبة، والوقت أو المزامنة، والقوة أو الفعالية الذهنية”. ويبدو واضحا أن ثمة خللا كبيرا في فهم أصول وأساسيات ”التكنيك”، وأخص بالذكر الشق الجماعي منه.. ماذا يمكن أن يصنع لوبيز أو أي مدرب آخر خلال ظرف أسبوع فيما يتعلق بعدم إتقان اللاعب السعودي قراءة التحركات والتموضع والقفز الهوائي؟! أليست مشكلة فنية مزمنة في الأندية السعودية قبل المنتخب؟! فلماذا نلوم مدرب المنتخب ونتجاوز عن الأساس الضعيف في الأندية؟! لقد كشفت مباراة أستراليا مجددا أن اللاعبين السعوديين يركضون كثيرا ويلهثون خلف الكرة، بيد أن هذه التحركات تفتقر للاحترافية والتنظيم. عيب الأداء يكمن في أن اللاعب يجري أكثر من الكرة، وهذه ليست من الكرة الحديثة التي تتطلب سرعة للكرة قبل سرعة اللاعب، وقدرة على التسليم مثل القدرة على الاستلام. لا ينجح فريق يعتمد على انتظار الاستلام في حين يعجز عن التسليم، يفكر في الإنهاء ولا يقدر على البناء. مباراة مصر والسنغال التي انتهت لصالح السنغال تشبه إلى حد بعيد مباراة السعودية وأستراليا؛ فريق يتحرك كثيرا بلا فعالية ويخسر، وفريق يصل عن طريق أقصر الطرق ويكسب.