صخري: لسنا دولة أجنبية حتى ندخل في وساطات فراد: فكرة الوساطة لا تنسجم مع ذهنية التعامل على أساس أفقي تنظر تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي ب”عين الريبة” إلى مبادرات سياسية أطلقتها شخصيات حزبية جلست قبل أشهر معها على طاولة ندوة مزفران، لتتحول إلى الجانب الآخر مع السلطة، وبالأخص حزب الأفافاس الذي يتهيأ لإطلاق مبادرة الإجماع الوطني. أفادت التنسيقية، على لسان سفيان صخري القيادي في حزب جيل جديد، في اتصال مع ”الفجر”، أن إدماج المشاركين في ندوة مزفران كانت بنية استقبال كل الأطراف السياسية وغير السياسية لإدماجهم في إنشاء مجلس وطني موسع للمعارضة، ما يسمح لها بأن تقف وقفة واحدة تحسبا لأي تفاوض مع السلطة يصب في إطار تكريس مشروع الانتقال الديمقراطي ينبثق عن لجنة التشاور، وشرح نية تجسيده على أرض الواقع عن طريق الانطلاق في تأسيس خارطة طريق لتحسيس المواطن سياسيا عبر ندوات موضوعاتية. وأكد بخصوص إمكانية لقائهم مع السلطة أنه ”غير مطروح بتاتا، فالأرضية موجودة لدى الرأي العام، وإذا ارادت السلطة الخير للبلاد فعليها الالتفاف حولها”. وبين صخري برمجة اجتماعات واتصالات على مستوى لجنة المتابعة امتدت إلى مولود حمروش وسيد أحمد غزالي الغائبين عن الندوة الثانية، حيث أعربا عن التزامهما الأخلاقي مع عمل اللجنة ليفندا غيابهما لأسباب شخصية، أما الأفافاس فلديه نظرة أخرى ”ونظن أنه كان حاضر في ندوة مزفران، وكان له حضور في مسودة تعديل الدستور خلال جلسات أويحيى”، وقال إن التنسيقية استنتجت أن الأفافاس يلعب دور الوسيط بيننا والسلطة”، وتساءل إن كانت المعارضة حقيقة تحتاج إلى وساطة ”فنحن لسنا دولة أجنبية حتى ندخل في مفاوضات”. وعاتب المتحدث حزب الدا الحسين الذي أطلق مبادرة وطنية موازية، مبرزا أن التنسيقية قامت بتوحيد المعارضة، إذن لماذا بادر مثله مثل بعض الأطراف إلى إطلاق مبادرات سياسية”، وعلق بأن هدفها ”تمييع العمل السياسي”. من جانبه أوضح النائب السابق عن جبهة القوى الاشتراكية، محند أرزقي فراد، في تصريح ل”الفجر”، أن الندوة استطاعت أن تحقق نصرا كبيرا في زرالدة، لأنها جمعت كل الاطياف السياسية، ”وعلينا أن نحافظ على الديناميكية، ومن يريد أن ينشط فعليه بالتحرك تحت قبة التنسيقية أو عبر هيئة التنسيق والمتابعة التي تم إطلاقها مؤخرا”، في إشارة إلى مبادرة الأفافاس، وتابع بأنه إذا كانت مبادرة خارج لقاء زرالدة، فإن المعنيون يهدمون ما تم بناءه، ”وباعتباري شخصية وطنية وعضوا في لجنة التنسيق والمتابعة، فيمكن جمع المثقفين والكتاب، فتعدد الفضاءات مرحب بها، لكن شرط أن تكون باسم التنسيقية، وقال إن الأفافاس في حقيقة الأمر لا يملك مبادرة واضحة، مقللا من حظوظ إنجاح ندوته الوطنية. وعقب فراد على فكرة دور الوسيط بينهم والسلطة التي يحاول الأفافاس القيام بها، بأن في التنسيقية ”لا توجد ذهنية الرئيس والمرؤوس، والعلاقة داخل هيئة التشاور، أفقية وليست عمودية، وسوف تحدد الخطوط العريضة لعملها، أما فكرة الوساطة فلا تنسجم مع ذهنية التعامل على أساس أفقي، لأن هيئة التشاور لن تستجيب لها” وفق قوله.