اعتبر رئيس اتحاد الشاوية، عبد المجيد ياحي، أن الجزائر لا تستحق تنظيم كأس أمم إفريقيا، وأن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لم تخطئ في عدم منح الجزائر حق تنظيم دورتي كان 2019 و2021، معتبرا أننا لم نتمكن حتى الآن من تنظيم لقاء واحد في كرة القدم، والدليل على ذلك سوء التنظيم والهمجية في تعرفها لقاءات المنتخب الوطني، عملية بيع التذاكر في كل مواجهة خاصة بالخضر. اعتبر عبد المجيد ياحي، في حواره مع ”الفجر”، أن كرة القدم الجزائرية تعاني من العديد من الأمراض ومن الضروري إصلاح البيت الداخلي قبل التفكير في احتضان الحدث الإفريقي، موضحا أن التحكيم يعد من واحدا من أبرز ملفات الفساد التي يجب معالجتها من أجل النهوض بكرة القدم المحلية. وتحدث ياحي، في خضم حديثه مع ”الفجر”، عن العديد من الأمور التي تخص الكرة المحلية، والمنتخب الوطني، مؤكدا عدم رضاه عن المساعي المبذولة من طرف الاتحادية الوطنية لكرة القدم من أجل تطوير اللعبة في الوطن. الجزائر حرمت من تنظيم كأس أمم إفريقيا لدورتي 2019 و2021، ولم يبق لنا سوى أمل احتضان البطولة في نسخة 2017 بدلا من ليبيا، كيف ترى قرار حرمان الجزائر من احتضان المنافسة الإفريقية، وهل القرار مجحف أو منتظر؟ أرى أن القرار الصائب اتخذ، لأننا غير جاهزين لاحتضان كأس أمم إفريقيا، والدول التي تم اختيارها قادرة على إنجاح البطولة القارية، فنحن لا نملك الملاعب اللازمة، والملاعب الجديدة لم تر النور قريبا، ولا ندري متى، وأرى أنه كان من الأجدر على المسؤولين بدل التفكير في احتضان كأس أمم إفريقيا، الاهتمام بتطوير وتحسين واقع كرة القدم في الوطن، ومواجهة التحديات ومحاربة الفساد الموجود، على غرار التحكيم والعنف في الملاعب، فالبيت الداخلي في حاجة إلى اعادة بناء من جديد، لأن الكرة الوطنية مريضة للغاية. العديد من رؤساء الأندية المحترفة، تحدث في الفترة الأخيرة عن مشكل التحكيم الذي لا يزال أهم ملف يعاني من الفساد في الكرة الجزائرية كما تحدثت، وخرجة بيطام الأخيرة جعلت البعض يطالب بضرورة إصلاح التحكيم من جذوره، كيف ترى التحكيم، وما هي الحلول الواجب اتخاذها؟ التحكيم الفاسد أصبح متأصلا في الكرة الجزائرية، والبطولة الوطنية، وهناك العديد من المعطيات التي تكشف لنا مدى الفساد الموجود في سلك أصحاب البذلات السوداء، وللأسف الأمور لم تتحسن منذ سنوات، والفساد يتطور من موسم إلى آخر، إلى أن ظهر الحكم بيطام ليكشف جزء صغير من الحقيقة الكبيرة التي يعاني منها التحكيم في الجزائر. لكن الاتحادية الوطنية لكرة القدم قامت بتعديلات كبيرة وهامة في منظومة التحكيم، من خلال جعلها هيئة مستقلة بالكامل، وفصلها عن عن الرابطة المحترفة أو الأندية على حد سواء، كما قامت بتغيير رئيسها لكارن بعد الانتقادات الكبيرة التي وجهت له في السابق، وتعيين حموم بدلا عنه، كيف ترى جهود الفاف المبذولة لإعطاء مصداقية واحترافية اكبر لسلك التحكيم؟ الحقيقة أن الرأس تغير، لكن المنظومة بقيت نفسها، ذهب لكارن وجاء حموم، لكن الأمور لا تزال على حالها، والمشاكل مستمرة، سواء في التحكيم، أو على مستوى مراقبي اللقاءات، والذين لا يقومون بعملهم، من خلال معاقبة الحكام، أو حتى تقييمهم بالصورة الصحيحة، جميع الرؤساء يقرون بأن النزاهة غائبة إلى أبعد الحدود في هذا المجال، والفاف لم تقم بتغييرات ناجعة، والسياسة بقيت نفسها، أما أن تقول أن لجنة التحكيم مستقلة، فأنا لست متفقا معك، لأن رئيسها حموم هو رئيس رابطة جهوية، وعضو في المكتب التنفيذي للفاف، وليس حكما سابقا، أو مستقلا عن مسيري الكرة الجزائرية حاليا. وهل تعتقد أن مستوى التحكيم وفضائحه ستتقلص وتختفي مستقبلا، خاصة وأن الجميع يجمع على أهمية معالجة هيئة التحكيم؟ في ظل تواصل الأمر على ما هو عليه، فإننا سنرى اكثر من بيطام، الأمور لا تبشر بالخير، فالكرة الجزائرية مريضة في العمق، والتحكيم هو الأساس الذي يرمز إلى النزاهة، ولما يكون التحكيم مصابا بالمرض، فكيف تكون الكرة الجزائرية سليمة. ألا تعتقد أن نجاحات المنتخب الوطني الأول، وتألقه في المونديال تحجب عنا مجموعة المشاكل التي تعاني منها الكرة الوطنية؟ المنتخب الوطني الحالي هو مجموعة من اللاعبين الذين كونتهم فرنسا، ولا علاقة لهم بالكرة الجزائرية، ولم يتم تكوينهم في البطولة المحلية، لأن البطولة في الجزائر ضعيفة، ولم تعد قادرة على تقديم لاعبين بإمكانهم حمل القميص الوطني مثلما كان عليه الأمر في الماضي، ومهما كانت نتائج الخضر، فإننا لا يجب أن نغفل عن المشاكل الكبيرة والكثيرة التي تتخبط فيها كرتنا. البطولة الوطنية عرفت في الآونة الأخيرة حادثة مؤسفة، وهي وفاة المهاجم الكاميروني، ألبير إيبوسي، ليتم بعدها معاقبة شبيبة القبائل بحرمانها من ملعبها وأنصارها لكامل الموسم، كيف ترى الحادثة، وكيف تقيم العقوبة التي سلطتها الفاف؟ الحادثة مؤسفة، ومن المحزن أن يحدث هذا في ملاعبنا، ونادي شبيبة القبائل وإدارة فريقه لا تتحمل ما حصل، لأنها ليست المسؤولة عن تسيير الملعب، وليس لديها أي ذنب فيما حدث لا من قريب ولا من بعيد، لذا فانا أرى أن العقوبة التي سلطت عليهم قاسية للغاية، والكناري لا ذنب له في الحقيقة. وفاة إيبوسي ربما تكون السبب الرئيسي وراء عدم منح الجزائر حق تنظيم كأس أمم إفريقيا لسنتي 2019 و2021، هذا ما قاله وزير الرياضة تهمي، هل توافقه الرأي؟ أرى أن وفاة إيبوسي ليس لها علاقة بحرمان الجزائر من تنظيم كأس أمم إفريقيا، لأنه وببساطة لا نستحق تنظيم الكان، فنحن لم نستطع حتى تنظيم لقاء واحد للمنتخب، فكيف يتم منحنا تنظيم حدث قاري كبير فيه العديد من المباريات الحاسمة والهامة، الجميع يرى ما يحدث لما يكون هناك لقاء للمنتخب الوطني، وسوء التنظيم سواء في الملعب، أو في عملية بيع التذاكر، كيف ببلد لا يستطيع تنظيم عملية بيع التذاكر الطمع في تنظيم كأس أمم إفريقيا، الكاف تعاملت بعقلانية، ولم تمنح الجزائر حق التنظيم، وأرى أننا لا نزال غير جاهزين لاستقبال حدث كبير في مستوى كاس أمم إفريقيا لكرة القدم. لكن عدم تنظيم كأس إفريقيا سيكون خسارة للجزائر التي كانت تراهن على العودة بقوة لاحتضان الحدث القاري بعد سنوات طويلة من الغياب؟ ليست خسارة، الخسارة ما يحدث في البطولة الوطنية، واستمرار مرض الكرة المحلية، والفساد الكبير في تسيير العبة الأكثر شغبية في الوطن، الكرة الجزائرية في حاجة إلى علاج للنهوض مجددا، ثم بعدها علينا التفكير في احتضان كأس إفريقيا أو غيرها من الدورات، اما الآن فالأهم هو اصلاح البيت من الداخل. حاوره ج. ابراهيم
”شبيبة القبائل لا تستحق العقوبة لأنها غير مسؤولة عن موت إيبوسي” ”لكارن أو حموم، مشكل التحكيم لا يتغير بتغير الرؤوس” ”الكرة الجزائرية مريضة والمنتخب يمثل لاعبين كونتهم فرنسا”