انتشرت مؤخرا على بعض مواقع النت، عروض وإعلانات لفائدة المواطنين الجزائريين الراغبين في الحصول على تأشيرة ”شينغن” أو تأشيرة نحو الضفة الأخرى من الحوض المتوسطي. ويتفنن أصحاب الاعلانات في جذب انتباه رواد النت ولإقناعهم بعملية تسهيل الحصول على ”الحلم المنشود” لآلاف من الشبان مقابل مبالغ مالية. كثرت، مؤخرا، إعلانات تروج لتسهيل الحصول على تأشيرة ”شينغن” على بعض مواقع الإعلانات على الشبكة العنكبوتية. ويقدم أصحاب هذه الإعلانات عروضا مختلفة للمواطنين الراغبين في الحصول على ”الفيزا”. ومن بين هذه العروض نجد اقتراح دفع ملفات الطلبات لدى السفارات والقنصليات دون تكبد عناء انتظار الموعد الذي تحدده هذه المصالح، وذلك مقابل دفع مبالغ مالية تتراوح بين 5 و10 آلاف دج. كما يعرض بعض أصحاب هذه الإعلانات تقديم دعوات للمواطنين الراغبين في الحصول على تأشيرة نحو فرنسا أوإسبانيا، وتتعلق هذه الدعوات غالبا بتظاهرات اقتصادية أو ثقافية، كالصالونات الصناعية المتخصصة والمنتدايت الفكرية والملتقيات الطبية. ولدى اتصالنا بإحدى صاحبات الإعلانات الواردة عبر أحد المواقع الكترونية، نصحتنا محدثتنا التي أوهمناها برغبتنا في الحصول على تأشيرة نحو فرنسا بالعدول عن هذه الفكرة، كون إجراءات الحصول على فيزا نحو فرنسا معقدة وطويلة، مقارنة مع جارتها المتوسطية إسبانيا التي تسهل حسبها إجراءات الحصول على التأشيرة لفائدة المواطنين الجزائريين. ولدى تمسكنا بفكرة السفر نحو فرنسا، طالبتنا بملف يتضمن نسخة طبق الأصل لجواز السفر، صورتين شمسيان ومبلغ مالي قدره 17 ألف دج نظير حصولنا على دعوة رسمية لحضور معرض البناء الدولي لباريس المزمع تنظيمه في الفترة الممتدة بين 18 و21 نوفمبر المقبل، على أن تحصل كذلك على بطاقة مهنية متخصصة. كما أخلت مسؤوليتها عن مصير ملف التأشيرة لدى مصالح القنصلية أوالسفارة، مؤكدة أنها لن تعوض للزبائن ثمن الدعوة في حالة رفض كلف طلب التأشيرة. أما صاحب وكالة أخرى لتسهيل الحصول على الفيزا، الكائنة بالشراڤة في العاصمة، فعرض علينا صيغة أخرى للتحايل على القنصلية الإسبانية للحصول على التأشيرة، وذلك من خلال منحنا ملفا طبيا كامل بالتعاون مع إحدى المراكز الطبية الخاصة بإسبانيا، والتي أكد بشأنها أنها واحدة من أنجح المراكز ببلاد الأندلس في عدة مجالات بداية بالجراحة، الأمراض الجلدية، عمليات التجميل، الطب الداخلي وغيرها من التخصصات، وطالبنا هذا الأخير بملف طبي ”مفبرك” نعمل على تحضيره مع أحد الأطباء بالجزائر وصورة طبق الاصل للأربع صفحات الأولى من جواز السفر، وطبعا مبلغ مالي قدره 25 ألف دينار، على أنه لن يبم تعويضه في حالة رفض ملف طلب التأشيرة عند وصوله إلى القنصلية الإسبانية. ورغم وجود مواقع إلكترونية خاصة تقدم العديد من الخدمات لمساعدة الأفراد على إيداع طلب التأشيرة، وانتشار هيئات غير شرعية تنتحل صفة ‘'تقديم الخدمات''، كغطاء لعمليات الاحتيال أو سرقة الهوية الشخصية، في محاولة منها طلب مبالغ مالية لتوفير الاستمارات والمعلومات حول إجراءات الهجرة، إلا أن مصالح الأمن لا تحرك ساكنا للتصدي لتجاوزات هؤلاء الأفراد الذي يتحايلون على مواطنين جزائريين أضحوا يحلمون بالحصول على ”فيزا شينغن” للهروب نحو الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط.