قرر الآيرلندي نيل ليون المرشح لتدريب فريق الاتحاد الحضور إلى جدة للتعرف على أجواء المدينة والإمكانات المتاحة والاستفسار عن كل التفاصيل قبل توقيع العقد مع رئيس نادي الاتحاد إبراهيم البلوي، والتفاصيل لا بد أن يكون من بينها السكن والمميزات الأخرى بالإضافة للأمور المالية. وأظن أن من حق لينون أن يفعل ذلك. أكتب هذه السطور قبل الاتفاق النهائي وقد قرأت أن المدرب الأوروبي تحمس لفكرة التعاقد مع ناد ”شرق أوسطي” هروبا من الانتقادات التي واجهها مؤخرا إثر النتائج غير المرضية لفريقه الاسكوتلندي علما أنه تلقى عروضا أوروبية أخرى بيد أنه فضل خوض تجربة جديدة من نوعها. والواقع أن الاتحاد سواء كان مع لينون أو غيره سيمر بفترة حرجة لا مناص منها، ولا يمكن تفاديها وإن كان المأمول أن يخرج منها بأقل الأضرار الفنية، أقصد بذلك الفترة الانتقالية التي لا مفر منها، كيف لا تكون كذلك والاتحاد تخلى عن مدرب وطني، واستعان بمدرب مصري مؤقت سيعود لموقعه السابق في الفئات السنية حسب الاتفاق المسبق. الخروج من هذه المرحلة ودخول مرحلة جديدة يفرض تغييرا جذريا وفكرا جديدا بلا شك الأمر الذي قد يعرض الفريق لهزة فنية مهما كانت مقدرة وتاريخ المقبل الجديد. هكذا هم المدربون وخاصة نوعية المقبلين من أوروبا الذين يهتمون بالتفاصيل ويفضلون التريث والتخطيط بهدوء وروية. لينون بكل تأكيد يحتاج للوقت للتأقلم مثله مثل كل المقبلين من أوروبا وأميركا الجنوبية، ثم يحتاج للتعرف على فريقه وعلى المنافسين والوقوف على تفاصيل الوضع الفني سواء لفريقه أو للفرق الأخرى، ومشكلة لينون هنا مضاعفة مقارنة بمدربي الهلال والأهلي والنصر مثلا الذين بدأوا المشوار مع الآخرين من بداية الموسم، أتيحت لهم فرص اتخاذ القرار فيما يتعلق بالمعسكرات والتعاقد مع اللاعبين الأجانب والمحليين بناء على الإمكانات الموجودة وحسب استراتيجية ورؤية كل مدرب. يأتي لينون وقد لعب فريقه 6 مباريات في دوري عبد اللطيف جميل وخاض مسابقة كأس ولي العهد وأمامه منافس كبير في نفس المسابقة، ومن هنا يكون الموقف صعبا وحرجا لا سيما بالنسبة لمدرب من هذه النوعية يأتي هنا للمرة الأولى ويحتاج للتأقلم والتعرف ودخول معترك المباريات والتكيف مع أجوائها، ويحتاج اللاعبون لوقت ليس بالقصير للتعرف على فلسفة وفكر وخطوات المقبل الجديد، ومن هنا نشير دائما إلى أهمية الاستقرار والنظر للبعيد واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. من أكبر أخطاء إداراتنا أنها لا تجيد الاختيار الدقيق، أو أنها تستعجل النتائج الجيدة وتضع المدرب شماعة للإخفاق ببساطة متناهية، وكنت تناولت هذا الموضوع بالتفصيل في كلمة سابقة تحت عنوان: ”تغييرات أكثر من عدد الأندية” أشرت فيها إلى أن عدد المدربين الذين غادروا مواقعهم بلغ 10 مدربين أي أكثر من عدد أندية دوري عبد اللطيف جميل البالغ عددها 14 ناديا. وهو رقم مخيف يدل على عشوائية القرار في أنديتنا الرياضية حيث لا تزال الإدارات بنفس العقلية المضحكة تتجاهل سلبياتها وتبعد المدرب على أنهم وراء أي إخفاق. بحضور لينون أو غيره سينضم عمرو أنور لقائمة المبعدين ليصبح عدد المدربين الذين لم يواصلوا المشوار في موسم كرة القدم السعودي 11 مدربا، وفي ظني أن القائمة لن تقفل، والعلم عند رب العالمين، فمن يعرف عدد المدربين الذين سينضمون لهذا القائمة حتى انقضاء الموسم.