تعد مشتة الشحنة ببلدية أولاد يحي خدروش، في جيجل، نموذجا للعزلة والتهميش في ظل انعدام الطرقات المهيئة،التي تسهل تنقل مواطنيها، إذ يحرص المجلس الحالي على استدراك تأخر السنوات والعقود بالمنطقة من خلال إصلاح المسلك المؤدي إليها، في انتظار تعبيد طريق الشوف الشحنة وطريق أولاد عمر، الذي تمت دراسته بمبلغ 70 مليون سنتيم. لايزال قاطنو قرية الشحنة الواقعة ببلدية خدروش أولاد يحي، في جيجل، غارقين في مستنقع العزلة لعدم تفتح المنطقة على المشاتي المجاورة لها. وفي هذا السياق كشف لنا عدد من مواطني المنطقة أن المشتة لا تتوفر على محلات تجارية ولا على مرافق خدماتية تلبي حاجيات أزيد من 50 عائلة التي يعيش أفرادها على وقع التنقل اليومي عبر ممرات ومسالك ضيقة جدا لعدة كيلومترات على الأقدام، في غياب استعمال السيارات والشاحنات جراء إنعدام الطرقات للوصول إلى التجمعات السكانية المتوفرة على الخدمات، موضحين أن حياتهم لاتزال بدائية ويجدون صعوبات كبيرة سواء في الأفراح أوالأتراح، مؤكدين أنهم توجهوا بشكاوى عديدة للسلطات المحلية على مر العقود الماضية دون جدوى. والأكثر من ذلك قال مواطنو المشتة إن حياتهم تتعقد أكثر في فصل الشتاء ليلا ونهارا، إذ يصطدمون بصعوبة إيصال مرضاهم إلى العيادات، ناهيك عن صعوبة تحويل موتاهم إلى المقبرة. أما عن النساء الحوامل فحدّث ولاحرج بسبب معاناة نقلهن إلى مستشفى منتوري بالميلية ،فالظروف الجوية القاسية في فصل الشتاء تجعلهم يمكثون ببيوتهم ويستعملون الأحذية البلاستيكية لولوج المناطق المجاورة التي لا تعاني العزلة واقتناء من محلاتها كل ما يحتاجون إليه، إضافة إلى استعمال الأحمرة كوسيلة نقل أمام انعدام الطرقات المؤدية للمشتة. ولمعرفة رأي المجلس الشعبي الحالي لبلدية أولاد يحي خدروش من مشكلة عزلة سكان مشتى الشحنة، التي تكاد تكون مزمنة، كشف لنا أحد أعضاءه أن مواطني المنطقة معزولون فعلا لحد اليوم. وقد وضع المجلس الشعبي الحالي محاربة عزلة القرى والمداشر ورفع الغبن عن سكانها من الأولويات ناهيك عن خدمة المواطن أينما كان دون تمييز أوإقصاء. وبالنسبة لمشتة الشحنة أضاف مصدرنا أن ممثلي البلدية عقدوا مع سكانها عديد اللقاءات دعوهم من خلالها على ضرورة مساعدة البلدية من خلال تنازل المواطنين على بعض الأمتار من أراضيهم لتوسيع المسالك المؤدية للمشتة كخطوة أولى لاستفادة المنطقة من مساعدات البلدية، التي التزمت بتقديم 60 حمولة من الرمل لتغطية وتهيئة المسلك المؤدي إلى المشتة عن طريق قرية الشوف مقابل تضامن سكان المنطقة بينهم من أجل إيجاد الشاحنات لنقل مادة الرمل، لاسيما أن إمكانيات البلدية محدودة وليس بوسعها أن تقوم بجميع المهام في ظل كثرة المشاتي المكونة لها. والمشكل الآخر الذي عرقل توسيع المسلك المؤدي إلى المشتة المذكورة يكمن في رفض بعض المواطنين المساس بأراضيهم، وهو ما أبقى المشكل قائما، والأخطر من هذا أن مشروع تزويد بلدية خدروش اولاد يحي بالغاز قد إنطلق مند عدة أيام. وهنا يتساءل مصدرنا عن الصعوبات التي سيلاقيها المقاول المكلف بالعملية، ناهيك عن صعوبة التدخل.