أكد وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، أن فرنسا ”لن تسلم أبدا” للجزائر الأرشيف الذي يسيء إليها، في إشارة منه إلى جرائم حرب وضد الإنسانية الممارسة ضد الجزائريين من سنة 1830 إلى 1962، وقال إن فرنسا ”ترفض تسليم ما تبقى من الأرشيف إلى الجزائر أو تتماطل فيه، أو بالأحرى لن تسلم أبدا الأرشيف الذي يسيء إليها”. أبرز الطيب زيتوني، في حديث خص به ”واج” بمناسبة إحياء الذكرى ال60 لاندلاع الثورة التحريرية، أن فرنسا ”لن تعترف أبدا بأن شوكتها قد انكسرت في الجزائر وأنها خسرت الحرب في الجزائر”، معتبرا أن فرنسا ”لابد عليها أن تهضم أن الجزائر مستقلة وبأن الجزائريين لن ينسوا أبدا ما اقترفه المستعمر”. وتابع وزير المجاهدين، بخصوص الأرشيف، أن ”أغلبية هذا الأرشيف موجود حاليا بالمركز الوطني للأرشيف”، مشيرا إلى أن مؤسستي الأرشيف في الجزائروفرنسا اتفقتا على مبدأ استرجاع الأرشيف المتبقى. وواصل بأن هذا المسعى ”يقوم على أساس التفكير في تكليف تقنيين ومختصين في التاريخ وعلماء في الأرشيف بالعملية سواء في فرنسا أو في غيرها من الدول”. وعن مسألة الاعتذار أو الاعتراف بالجرائم التي تنادي بها العديد من الأطراف في الجزائر، قال الطيب زيتوني، إنها ليست سوى قضية وقت، مؤكدا أنه ”طال الدهر أم قصر فإن فرنسا ستعترف بما اقترفته في الجزائر من جرائم حرب وضد الإنسانية”، مبرزا أن ”التاريخ يعيد نفسه وبأن الجزائر لن تنسى حتى يرفع الغطاء عن الجرائم المرتكبة في حق الجزائريين طيلة 132 سنة”. وفي تعليقه على ما يثار من حين لآخر حول ”التقصير” في دفع فرنسا على الاعتراف بجرائمها الاستعمارية، ذكر زيتوني أن ”أحسن رسالة في هذا المجال هو الاعتناء بالتاريخ وتلقينه للجيل الصاعد وتحصينه برسالة نوفمبر ومبادئها السامية”، معتبرا أن ”الجزائريين مدعوون إلى معرفة كيفية الدفاع عن رصيدنا، والبقاء مخلصين لجيل نوفمبر، وزرع المحبة فيما بيننا، والوعي بكل ما يحيط بنا وبكل ما يتربص بنا من مخاطر”.