بعد الجزائر وزير خارجية فنزويلا يتجه إلى إيران أرجع مصرف ”بي إن بي باريبا” الفرنسي انخفاض أسعار البترول إلى تراكم فائض في السوق النفطية يقدر بنحو مليون إلى 1.5 مليون برميل يوميا في الوقت الذي تباطأ فيه نمو الاقتصاد العالمي، مؤكدا أن عودة الأسعار إلى الارتفاع مرهون بخفض أوبك إنتاجها بكمية تعادل كمية الفائض. ويلاحظ من التقرير أن المصرف الفرنسي لم يتبن فكرة المؤامرة بين السعودية والولايات المتحدةالأمريكية لكسر أسعار البترول كما أكدت ذلك العديد من التقارير الدولية، بل ربطت تراجع أسعار البترول بتراكم فائض في السوق النفطية يقدر بنحو مليون إلى 1.5 مليون برميل يوميا، في الوقت الذي تباطأ فيه نمو الاقتصاد العالمي، مؤكدة أن عودة الأسعار إلى الارتفاع مرهون بخفض أوبك إنتاجها بكمية تعادل كمية الفائض. ومن جهتها، بدأت دول منظمة البلدان المصدرة للبترول ”أوبك” كشف أوارقها قبيل اجتماع وزراء النفط للمنظمة نهاية الشهر الجاري، لمناقشة هبوط أسعار النفط التي فقدت نحو 30 في المائة من قيمتها، ووضعت ميزانيات الكثير من الحكومات في منطقة الخطر، حيث تسعى الجزائروفنزويلا إلى إبقاء الأسعار عند خط عادل ومجابهة محاولات كسرها. وأكد وزير خارجية فنزويلا راميرز عقب لقائه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن الدولتين اتفقتا على الدفاع عن أسعار النفط، ليتجه المسؤول الفينزيلي إلى قطر حيث التقى برئيس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني ووزير الطاقة محمد بن صالح السادة، وناقش معهما أوضاع السوق والأسعار، بحسب ما أوضحته الخارجية الفنزويلية أمس الأول. ولعل الزيارة الأهم ستكون بين فنزويلاوإيران، إذ إن راميرز في طريقه إلى إيران لمقابلة المسؤولين هناك بهدف حشد أكبر دعم ممكن لرفع الأسعار. وجاء تحرك وزراء فنزويلاوإيران بناء على أوامر من رئيس الدولتين حسن روحاني ونيكولاس مادورو، إذ تحتاج كل دولة منهما إلى بقاء سعر النفط عند مستوى يفوق 100 دولار بكثير حتى لا تسجل ميزانيتهما أي عجز. وكانت أسعار نفط برنت في لندن قد هبطت، أمس، لليوم الثاني على التوالي، عند مستوى تحت 80 دولارا. فيما ارتفعت أسعار خام النفط ”برنت” حوالي دولارين أمريكيين مساء يوم الجمعة الماضي، مسجلة أكبر مكسب يومي في ثلاثة أسابيع مع ظهور الدعم لها، بعد يوم من هبوط الأسعار لأدنى مستوى في أربعة أعوام دون 80 دولارا أمريكيا للبرميل، لكن المحللين يشككون في إمكانية استمرار التعافي بسبب المخاوف من تخمة المعروض. وقفز سعر ”برنت” حوالي 3 بالمائة معوضا خسائره التي مني بها يوم الخميس الماضي ومقلصا ثامن خسائر أسبوعية على التوالي جعلت الخام القياسي العالمي فرصة جيدة للشراء بالنسبة للبعض. واستمرار التدخلات الدبلوماسية والسياسية سيربك مواقف الوزراء في الاجتماع المقبل لأوبك، الذي من المفترض أن يتخذ فيه الوزراء قرارات مبنية على معطيات السوق لا على الأوضاع السياسية في البلدان. ويبقى المشكل الأكبر الذي يواجه ”أوبك” ليس في قدرة المنظمة على خفض الإنتاج، بل من سيتخذ المبادرة في تخفيض إنتاجه أولا. ومن المستبعد أن يتكرر سيناريو اجتماع وهران في الجزائر في عام 2008 عندما تكسرت الأسعار وهبطت من 147 دولارا في جويلية ذلك العام إلى مستويات عند 40 دولارا، وبناء عليه قرر وزراء أوبك في ذلك الاجتماع خفض الإنتاج بنحو 4.2 مليون برميل يوميا، وهو أعلى خفض تتخذه في قرار واحد خلال تاريخها.