قدم الروائي الجزائري أمين الزاوي لقاء حول روايته الجديدة ”الملكة، الفاتنة تقبل التنين”، والذي نظمته مؤسسة فنون وثقافة ضمن برنامجها الأدبي لشهر نوفمبر، وتحدث الأديب عن الأجواء التي تميزت بها روايته والتي تطرقت لظاهرة العمالة الصينية التي عرفتها الجزائر في العقد الأخير، وذلك من خلال قصة الحب التي جمعت بين العامل الصيني يوو تزو صن، والجزائرية سكورا، وقال الزاوي أنه حاول أن يتعرض لزوايا مختلفة من الحياة بعيدا عن النظرة النمطية، التي عالجت الموضوع من قبل، حيث يقدم الجزائر كمجتمع غني ومزدهر بإمكانه أن يشكل فارقا في حياة العامل الصيني الذي يرى في الجزائر جنته ومهربه، في المقابل ينجح الزاوي في تصوير المفارقة العجيبة التي تصور الجزائري كشخص متهكم ساخر وناقم على واقعه، وغير متقبل للآخر على الرغم من فشله المتكرر. ويرجع الزاوي اختياره لهذا الموضوع إلى التطور الكبير الذي عرفته العلاقات الصينية الجزائرية في السنوات القليلة الماضية، والعلاقات الناتجة عن احتكاك العمالة الصينية بالمواطن الجزائري، ويذهب الزاوي بعيدا في قراءته لمستقبل العلاقات الصينية الجزائرية بقوله ”إننا سنعرف اجتياحا كبيرا للثقافة الصينية في السنوات القادمة لدرجة أن ما يتم استغرابه اليوم في روايتي سيبدو عاديا جدا بعد عشريتين”، وأكد في ذات السياق أن علاقة الحب بين الجزائرية والصيني تعتبر في إحدى أوجهها الرمزية مهربا المرأة الجزائرية من حالة العدائية والظلم التي يمارسها المجتمع الجزائري تجاهها، وهي نفس العدائية التي تمارس ضد البطل الصيني صاحب المؤهلات والشهادات العلمية الجيدة، والذي يرضى رغم ذلك بالعمل في ورش البناء كعامل بسيط ليمنى بالتهكم والسخرية في كل الأماكن التي يقصدها في الجزائر عبر اطلاق النكات تارة وتلقي الشتائم تارة أخرى، وأبدى الزاوي تعجبه الشديد من حالة التقوقع على الذات، وعدم تقبل الاختلاف والتي تصل أحيانا إلى غاية العنصرية، وهي الظاهرة الحاضرة بقوة في جزائر اليوم، ولم يخفي الزاوي أنه حاول أن يطرق ظواهر أخرى في المجتمع كالتعثرات الإقتصادية، خيبات أمل أجيال كاملة في أحلامها، وطموحاتها، ظاهرة الإرهاب وتبعاتها، مصرحا أنه اكتشف بعد الإنتهاء من الرواية أنه ربما طرق هذه المواضيع كضرورة رمزية ليبرر حالة الرفض الشديدة لعلاقة الحب بين سكورا ويوو تزو صن.