وقع، أول أمس، الضابط السابق بمديرية الأمن والاستعلامات محمد خلفاوي، كتابه الجديد الموسوم ”الاستعلامات.. رهان حرب صامتة”، الصادرعن دار سارة للنشر والتوزيع، حيث تحدث الكاتب عن الظروف التي دفعته إلى الالتحاق بمصلحة الاستعلامات، إذ التحق بداية بمدرسة أشبال الثورة بالقليعة، ليتخرّج منها كمهندس، ثم اشتغل في التعليم قبل أن يلتحق بسلك الأمن والاستعلامات إلى غاية تقاعده سنة 2005، وهي المسيرة التي نتج عنها المؤلف ”الاستعلامات.. رهان حرب صامتة”. وحاول خلفاوي عبر 295 صفحة أن يقدم نظرة أكاديمية عن أشهر أجهزة المخابرات في العالم وكيفية تعاطيها مع خلية الاستعلامات، وأهم القضايا التي عالجتها والأخطاء التي وقعت فيها. كما قدّم الكاتب مفاهيم ومصطلحات عن الاستخبار والاستعلام، مع تخصيص حيّز مهم للمخابرات الجزائرية المتمثلة حاليا في مديرية الأمن والاستعلامات، وتناولها منذ نشأة ”المالغ”، والتحوّلات التي شهدها الجهاز بعد تحوّله إلى الأمن العسكري، ثم إعادة هيكلته في فترة الشاذلي بن جديد وصولا إلى إنشاء المديرية، وما طرأ عليها من جديد إلى غاية يومنا هذا مع إعطاء تصورات واستنتاجات وأفق المستقبل. ونفى الكاتب خلال لقاء لتقديم مؤلفه الجديد بالمكتبة العالم الثالث بالعاصمة، أن يكون مؤلفه عبارة عن مذكرات في حين أكد أنه موجه للجزائريين العاديين، على الرغم من الطابع الأكاديمي الذي غلب عليه، والذي حاول أن يبسطه بقدر الإمكان وأكد في ذات السياق أنه فكر منذ وقت طويل بكتابة الموضوع، خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر 2011. كما تطرق خلفاوي للحديث ببعض التفصيل عن وجوه من مسؤولي المخابرات الجزائرية كمحمد بتشين، والتغييرات التي أحدثها على الجهاز، وكذا الجنرال توفيق، والظروف التي استلم فيها مديرية الأمن والاستعلامات. وعن تراجع دور المخابرات في الحياة السياسة الجزائرية نفى خلفاوي أن يكون الأمر كذلك، مؤكدا أن جهاز الاستخبارات في الجزائر يعي تماما ما يفعله ويتجه بخطى ثابتة نحوى التطوير والتجديد وضرب المثال بحادثة تيڤنتورين، التي كان لجهاز الاستخبارات دور كبير في حل أزمتها.