أعلن وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيغل، استقالته مساء أول أمس الاثنين، بعد محادثات مطولة مع الرئيس الأمريكي، وخلاف طويل حول الإستراتيجية المتبعة في الحرب ضد داعش في سوريا بشكل خاص. قدم وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيغل، استقالته من منصبه في أول تغيير كبير بالحكومة الأمريكية بعد هزيمة الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس باراك أوباما في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس قبل ثلاثة أسابيع، منهيا بذلك قرابة عامين في منصب، لطالما واجه من خلاله صعوبات ومشاكل مع الرئيس باراك أوباما بشأن الإستراتيجية الواجب اعتمادها في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية والموقف من النظام السوري برئاسة بشار الأسد، حيث صرّح هيغل، قبل نحو شهر، قائلا أن ”الحرب التي يقودها أوباما وتحالفه ضد تنظيم الدولة في سوريا، ربما تقدم هدية على طبق من ذهب للرئيس السوري بشار الأسد”، معتبرا أن التدخل العسكري في سوريا يخدم نظام الأسد، ما يعد أحد الفروق الجوهرية بين أوباما وفريقه من جهة، وتشاك هيغل من جهة أخرى. وفي وقت سابق، قام هيغل بإثارة شكوك حول استراتيجية أوباما تجاه سوريا في مذكرة داخلية حذر فيها من أن سياسة أوباما لملاحقة المتطرفين معرضةٌ للفشل بسبب عدم وضوح نواياها فيما يتعلق بالرئيس السوري بشار الأسد. ومن بين النقاط السوداء التي تشوب العلاقة بين الرئيس الأمريكي ووزير دفاعه السابق، هو رفض هذا الأخير لمجلس الأمن القومي، معتبرا أن باراك أوباما يسعى لإحاطة نفسه بمن يوصفون بالموالين له تماما، ولفت إلى أنه يعجز عن إيجاد صوته في مجلس الأمن القومي. وفي رد على سؤال صحفي حول ما إذا كانت علاقته المتوترة بمجلس الأمن القومي ستؤثر على بقائه في منصبه كوزير للدفاع، أجاب هيغل: ”عندما أستيقظ في الصباح فإنني لا أشعر بالقلق حول منصبي، بل أشعر بالقلق حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وانعكاساتها على الولايات المتحدة”. ومن جهة أخرى، أرجع مسؤولون أمريكيون استقالة وزير الدفاع إلى أن أوباما يريد قيادة جديدة خلال آخر عامين له في السلطة، رابطين ذلك بكون هيغل العضو الجمهوري الوحيد في إدارة أوباما، كما أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن هذه الاستقالة تأتي لاستشعار الرئيس أوباما وفريقه بأن المرحلة القادمة في مواجهة تنظيم الدولة تحتاج إلى مهارات مختلفة عن تلك التي يتمتع بها الوزير هيغل. ولدى إعلان أوباما استقالة هيغل الذي كان يقف بجواره في البيت الأبيض، أكد أن هيغل سيبقى في منصبه لحين تعيين وزير جديد، ولعل أبرز المرشحين المحتملين لخلافة هيغل، وكيلة وزارة الدفاع السابقة، ميشيل فلورنوي، وآشتون كارتر النائب السابقة لوزير الدفاع اللذين سبق أن ترددت شائعات بأنهما من المنافسين على منصب هيغل قبل تعيينه، ومن بين الأسماء المطروحة كذلك لخلافة هيغل، جاك ريد السيناتور الديمقراطي عن رود آيلند والعضو السابق في وحدة نخبة المظليين.