سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التأثيرات الموسيقية الأجنبية على الموسيقى الجزائرية لم تغير لا الأصالة ولا الطابع الوطني للموسيقى الجزائرية خلال ندوة "الأصوات الجديدة للأغنية الجزائرية الحديثة" بالمدرسة العليا للصحافة
نظمت، أول أمس، المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام بالعاصمة، ندوة ثقافية بعنوان “الأصوات الجديدة للأغنية الجزائرية الحديثة”، وسط حضور فنانين شباب، لكل من فرق “دزاير” و”فريكلاين” و”سيروكو”، بالإضافة إلى الفنان سمير فارس.. وناقش اللقاء الثقافي الطابع الجديد للموسيقى الجزائرية وما يمكن أن يقدمه للساحة الفنية والاجتماعية الجزائرية، وعرض روبورتاجات كشفت التعدد والتنوع الموسيقي بالجزائر، وكذا الاهتمامات التي يوليها الجمهور الجزائري للموسيقى العصرية، بالإضافة إلى محاولة تقديم بعض الأجوبة للعوائق والإشكاليات التي يواجهها الشباب الجزائري المبدع في مساره الفني، خاصة في بداياته مع الموسيقى الجزائرية، زيادة إلى كثافة التأثيرات الموسيقية الخارجية على الغناء والموسيقى الجزائرية. وتطرق الفنان حكيم لعجال من فرقة الروك “دزاير”، إلى بدايات تحديث وعصرنة الموسيقى الجزائرية، والذي كان، حسبه، في بداية القرن العشرين، حيث أعرب الفنان عن افتخاره بالتحدي الذي رفعه الشباب الجزائري بعد العشرية السوداء. وقال: “نحن نمثل الأغنية الجزائرية الجديدة كوننا سفراء لها، نحاول إعطاءها طابعا جديدا، بمحافظتنا على أسس أنغامها ولغة كلماتها التي يفهمها الجميع”. وأضاف: “نحاول إخراج بعض الأغاني التي تعد من التراث الجزائري غير المادي الثري، إلى الساحة الفنية من جديد”، في رسالة من الفرقة الموسيقية الهادفة إلى دفع الشباب الجزائري إلى البحث واكتشاف فنانين جزائريين قدماء، على غرار تجربة الأغنية التراثية حيزية، التي تروي قصة حب جزائرية، والتي قام بتأديتها العديد من الفنانين الجزائريين كخليفي أحمد ورابح درياسة. وأكد المغني والموسيقي لفرقتي “فريكلاين” و”سيروكو” سيد أحمد سفر زيتون، في لقاء خص به “الفجر”، أن “التأثيرات الموسيقية الأجنبية على الموسيقى الجزائرية لم تغير لا الأصالة ولا الطابع الوطني للموسيقى الجزائرية، بحيث نقوم بالغناء باللهجة الجزائرية كهدف للتواصل مع جميع فئات المجتمع، وكذا الإبقاء على الطابع الجزائري، نحن نضيف لمستنا عبر تأثيراتنا، والتي لا يمكنها إلا إثراء الموسيقى الجزائرية، وهذا بوسائل تقنية وأساليب فنية جديدة”. وأضاف الفنان أمين مراحبة، الموسيقي على آلة القيثارة بفرقة سيروكو، أن الاهتمام الذي يوليه الشباب الجزائري للأغنية المعاصرة لا يمكنه أن يأتي هكذا، بل يجب العمل على توجيهه إليها دون أن يشعر، وهذا بتأدية موسيقى تكلمه عبر نغماتها وتمكنه من مواكبتها، دون الخروج عن إطار الموسيقى الجزائرية الأصيلة، بالإضافة إلى تقديم وبعث رسائل حية، تتطرق إلى ما يعالج ولو ببساطة الآفات والعوائق الاجتماعية. وتكلم سمير فارس عن الكتابة ومواضيع الموسيقى الجزائرية الحالية، حيث قال أن كتابة المواضيع “يجب أن تكون مستوحاة من الحياة اليومية للمجتمع الجزائري، وتمثيل المشاكل والعوائق التي يواجهها المجتمع الجزائري عبر الغناء”. وفي السياق نفسه ضرب الفنان، الذي يؤدي أغاني فردية باللعب على آلة القيثارة، مثالا بأغنية كتبها تروي معاناة فتاة جزائرية تم اغتصابها، وتأسف الفنان لكون الأغنية التي تعد اجتماعية لم تستقطب اهتمامات لا الصحافة ولا الجمهور الجزائري، بحيث أكد أن المواضيع التي تعطى لها الأهمية تكمن في مواضيع الحب وكل ما يخرج عن هذه الأخيرة يهمش، ربما عن غير قصد”. وتطرق المغني “شمس الدين” من فرقة “فريكلاين”، إلى الديمومة وكيفية إبقاء الفرق الموسيقية الشابة تواكب العصر وتتطور أكثر، وكذا إلى العوامل التي يجب على الفنانين الشباب إعطاءها الأهمية والأولوية لتحقيق المبتغى، حيث أكد أن الفرق الموسيقية بالجزائر لا يمكنها أن تزول بعد ألبوم أو عمل فني، لسبب وحيد وهو أن الفنانين الموسيقيين الجزائريين لا يقدمون سلعة تجارية بل يقومون بالإنتاج الموسيقي لوحدهم، ما يوحي بأنهم يرغبون دائما في العمل والإبداع وتقديم الأحسن، كما يجب على كلمات الأغاني أن تكون حقيقية تمتزج مع أنغام موسيقى جزائرية جميلة.